٢٧ /٩ /٢٠١٠
عِطْرَا بَعْدُوْ مَصْبُوْبْ
================
عِطْرَا بَعْدُوْ مَصْبُوْبْ
شَذَا بْيِغْرِيْ المَحْبُوْبْ،
بْيِجْمَعْ مِيَّاتْ قْلُوْبْ،
بْيِبْعَتْ حَلاَ مَلْهُوْبْ.
صَدْرَا نِصُّوْا مَكْشُوْفَ،
بْيُوْحِيْ جَمْرِةْ سْتُوْفْ،
بْيِضْوِيْ آلاَفْ أْلُوْفْ
قْلُوْبُوْنْ بِتْرِفْ رَفُوْفْ.
جِسْمَا مْشَبَّكْ مَشْكُوْكْ
قَالِبْ كُلُّوْ مَحْبُوْكْ،
فِتْنِيْ بْجَلاَّ (١) مَرْبُوْكْ،
لَحْظَا بِشِيْلْ شْكُوْكْ (٢).
___________________
(١)- بْجَلاَّ : قُطْعَةُ أَرْضٍ مُحَدَّدَةٍ تَابِعَةٍ لِصَاحِبَةِ الإِغْوَاء، أَيْ "الأَرْضُ النَّفْسِيَّةُ" التي تُؤَثِّرُ على النَّاظِرِيْنَ، وعلى المُنْتَعِشِيْنَ مِنَ الشَّذَا المُسْكِرِ.
(٢)- لَحْظَا بِشِيْلْ شْكُوْكْ : رَفَّةُ عَيْنِهَا تُخَدِّرُ الإِحْسَاسَ، فلا يَعْتَقِدُ المَرْءُ إِنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يَصْدُرَ عَنْهَا أَيُّ تَلاعُبٍ بالعَوَاطِفِ والرَّغَبَات.
تَفْضِيْلٌ : "لَكِنَّني أَحْسُبُ أَنَّ مِثْلَ هذا النَّوْعِ من القُصَصِ لا يُلاَئِمُ "جُمُوْعَ" المُسْتَمِعِيْنَ"، عِوَضًا عن "سَوَادِ المُسْتَمِعِيْنَ" (١) التي تَبْرُزُ خَاطِرَةَ "لَوْنِ السَّوَادِ" مُضَافَةً إِلى صُوْرَةِ الجُمُوْعِ، أَوِ الكَمِّ مِنَ المُسْتَمِعِيْنَ.
_____________________
(١)- مارون عَبُّوْد، "على الطَّائِرِ"، دار مارون عَبُّود ودار الثَّقَافَة، طبعة ١٩٨٠، صفحة ٥٩، المَقْطَعُ الخَامِسُ، السَّطْرُ الثَّالِثُ والرَّابِعُ.
تَفْسِيْرٌ : السَّرِيْرُ (٢) : * حَيْثُ المَسَرَّةُ.
*حَيْثُ السُّرور.
*حَيْثُ الأَسْرَارُ تُلْقَى.
*حَيْثُ الأَسْرَارُ تُقَالُ.
*حَيْثُ المَسِيْرَةُ تَقِفُ.
____________________
(٢)- "لِيَنَامَ الوَلَدُ عَلَى سُرُوْرٍ" ، الجَاحِظُ ، ذَاتُهُ، صفحة ٦١، المَقْطَعُ الثَّاني، السَّطْرُ الرَّابِعُ.
تَفْضِيْلٌ : "(و) رَوَى شِعْرًا يُؤَيِّدُ "مَزَاعِمَهُ" الفَنِّيَّةِ"، عِوَضًا عَنْ "مَزْعَمِهِ الفَنِّيِّ" (٣) لأَنَّ الزَّعْمَ أَوِ الاِعْتِقَادَ غَيْرَ المَبْنِيِّ على بَرَاهِيْنَ وَاضِحَةٍ وَجلِيَّةٍ بِحَاجَةٍ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ قَوْلٍ، أَيْ إِلى عِدَّةِ مَزَاعِمَ لِيُؤَثِّرَ على السَّامِعِيْنَ.
_____________________
(٣)- ذَاتُهُ، صفحة ٦٣، المَقْطَعُ الرَّابِعُ، السَّطْرُ الرَّابِعُ.
القَرِيْضُ : ما يَأْتي من "الدَّاخِلِ الفِكْرِيِّ" على نَسَقِ قَرِيْضِ الجَمَلِ الآتي مِنَ "الدَّاخِلِ الجَسَدِيِّ". / "الدَّاخِلُ الفِكْرِيُّ". / الدَّاخِلُ الجَسَدِيُّ".
...........
إِنَّ مَنْ "أَنَاخَ الجَمَلَ" لِعَاصِفَةٍ رَمْلِيَّةٍ، أَوْ عِنْدَ هُبُوْطِ الْلَيْلِ، قَدْ تَأَثَّرَ لِتَغَيُّرَاتٍ طَبِيْعِيَّةٍ، مِمَّا أَدَّى مَعَ تَوْسِيْعِ مَفْهُوْمِ الكَلَمَةِ إِلَى التَّعْبِيْرِ عَنْ تَغَيُّرَاتِ الطَّقْسِ المُخْتَلِفَةِ. فالمُنَاخُ (م- نَاخَ) يُعَبِّرُ عَنِ التَّغَيُّرَاتِ ، وَهْوَ المُنْتَقِلُ مِنَ المَعْنَى الحِسِّيِّ "سَفِيْنَةُ الصَّحْرَاءَ" إِلى المَعْنَى الجُغْرَافِيِّ لِتَبَدُّلاتِ الطَّقْسِ.
الدِّمَاغُ (١) : دَمْغَةٌ أَوْ رَصَّةٌ في الإِنْسَانِ تَجْعَلُهُ يَتَذَكَّرُ وَيَعِيَ.
_____________________
(١)- الأُسُسُ البيولوجِيَّةُ لِسُلُوْكِ الإِنْسَانِ"، د.إِبراهيم فَرِيْدُ الدُّرِّ ، الدَّارُ العَرَبِيَّةُ لِلْعُلُوْمِ، الطَّبْعَةُ الأُوْلَى، ١٩٩٤، صفحة ١٥٧، المَقْطَعُ الثَّالِثُ، السَّطْرُ الأَوَّلُ.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire