dimanche, octobre 04, 2009

وَقْفُ الإِجْرَام

٢٠/٣/٢٠٠٩


طَالَبَ رَئيس الحَرَكَة المَشْرِقِيَّة، السيِّد سامي فارس، السُّلْطات المصريَّة بالضَّرْبِ بِيَدٍ مِنْ حَدِيْد الإِجْرَامَ الذي لم يأخُذْ بِعَيْنِ الاِعْتِبَار شُعُوْرَ الشُّعُوْبِ المَشْرِقِيَّةِ، وَتَضَامُنِهَا مَعَ الجُزْءِ الغَرْبِيِّ من أُمَّتِنَا المَسِيْحِيَّة، فَرَكِبَ رَأْسَهُ واعْتَدَى على إِبْن شَعْبِنَا في الولاياتِ المُتَّحِدَةِ الأَميركيَّةِ(١)، ولَوْلا تَدَخُّلِ قُوَّات الأَمْنِ في بلادِ كيمي، لكان تَعَرَّضَ إِبْنَ أُمَّتِنا لأَذِيَّةٍ كبيرةٍ.

فَعَلى المسؤولينَ المصريِّينَ أَنْ يُسَيِّرُوا الدوريَّاتِ في كُلّ المُدُنِ والدَّسَاكِر والقُرَى لمنع المصطادين في الماءِ العَكِر من تنفيذِ مخطّطاتهم الموبؤة، حِفَاظًا على الأَّمْنِ العامِ، وعلى سلامَةِ أبناءِ الأُمَّةِ المسيحيَّةِالمقبِلينَ مِنَ القارّات الثلاث.

أَمَّا إذا لم تَكْفِ الدوريَّاتُ لردْعِ المتطاولين على القانون، فيمكِنُ للسلطاتِ الأَمْنِيَّةِ أَنْ تَسْتَعينَ بِحَرَسٍ شعبيٍّ مُؤَلَّفًا من المواطنينَ الرّاغبينَ في المُحَافَظَةِ على السَّلامَةِ العامَّةِ. فَيَقُوْمُ هؤلاء بتسيِيْرِ دوريَّاتٍ لَيْلَ نهار في الأَمَاكِنِ كَافَّةً، وفي الأَوْقاتِ الخَالِيَةِ من الدَّوْرِيَّاتِ العَسْكَرِيَّةِ العَادِيَّةِ.

إِنَّ العديدَ من المُشَاغَبَاتِ حَصَلَتْ في السِّنينَ الماضِيَةِ، وطالَتْ حِيْنًا السُّيَّاحَ الوافِدِيْنَ من الخَارِجِ، وأَحْيَانًا أَبْنَاءَ شَعْبِنَا المِصْرَيِّ المُنَاضِلِ.

وَنَعْتَقِدُ أَنَّ هذه الدوريَّات الوطنيَّة الشعبيَّة في حَالِ إنْشَائِها سَتَتَمَكَّنُ من التَصَدِّي فَوْرًا لأَيِّ محاولةِ اعتداء على السُيَّاح، وذلك لكثرةِ عَدَدِها، ولوجودِها في مُعْظَمِ الأَمْكِنَةِ، وعلى مَدَارِ السَّاعَةِ.

وهكذا سَتَتَمَكَّنُ هذه القِوى مِنْ مُوَاجَهَةِ جماعاتِ الإِجرامِ، وَسَيَتَوَفَّرُ لأَبْنَاءِ أُمَّتِنَا راحَةُ البالِ، والثِّقَةُ في سَلامَةِ التَّجْوَالِ؛ وهَذَا من بَدِيْهِيَّاتِ حَقِّهِمْ. فَهُمْ آتونَ لزيارَةِ المَعَالِمِ التَّارِيْخِيَّةِ لإِخْوَتِهِمْ في مِصْرَ، وهُمْ يَطْلُبُوْنَ هُدُوْءَ الحَالِ، وحَرِيْصُوْنَ على التَّعَمُّقِ في حَضَاْرَةِ وادي النِّيل، وعلى البَحْثِ القَشِيْبِ(٢) في ثَنَايا العِمَارَاتِ التَّارِيْخِيَّةِ، والمَدَاْفِنِ المَطْمُوْرَةِ، والمَسَاْرِحِ(٣) الرَّافِدَةِ(٤).

* * *

هوامش:

(١) النّهار في ٢٨/٢/٢٠٠٩، ص.١٠: "مصريٌّ يُهاجم سائحاً أميركيًّا في وسط القاهرة".

(٢) القَشيبُ: الجَديدُ.

(٣) المَسَارِحُ: الأماكِنُ التي كان المصريّون القدماء يتحرّكون فيها في أشغالهم اليومية.

(٤) الرّافِدَة: المتداخلة في بعضها البعض.