mercredi, août 18, 2010

حَالُ الظُّهور للحقيقة

19/01/2010
حَالُ الظُّهور للحقيقة

من "المَوْقِع التَّجَدُّدي " نُنَاقِشُ رئيس مجلس النُوَّاب في موضوع إلغاء الطائفيّة السياسيّة، وفي موضوع "التَّفَرُّدات" الحاصلة على الحُدود اللبنانيَّة. وسندلي بِدَلْوِنا في هذه العُجالة عن الأَسباب الدَّستوريَّة والأَنتروبولوجيَّة التي تجعل من إِلغاء الطَّائفيَّة السِّيَاسِيَّة مَدْخَلاً إِلى عدم توازُن أَساسي " في الموضوع الاجتماعي اللُبّنَاني " عَبرَ الرَّدِّ المتواصِل على طُروحات سياسيَّة وثقافيَّة وأَنتروبولوجِيَّة.

١-الانتماءُ الطَّائِفِيُّ :
" تَسَلَّحَ (دولة) رئيس مجلس النُّوَّاب (الأُستاذ نبيه بِرِّي) بفيلم وثائقي "دَرْسٌ في التَّاريخ لِيُدَافِعَ عن دعوته إِلى تشكيل الهيئة الوطنيَّة لإلغاء الطَّائفيَّة السياسيَّة ". (١)
- إِذا كانت هُناك مفارقات بين التَّلامِذَة في الأَجْوِبَة عن التَّاريخ، فذلك يَعُوْدُ إلى "انتماءاتهم الطّائفيَّة المختلفة ". وهذه الانتماءات تُؤَثِّرُ جَوْهَرِيَّا على تفكيرهِم. فهي المُوَجِّهُ لطريقة إِجابَتِهِمْ ، " وهي الأَصْلُ في الإِحساس الوطني القومي".

٢-" الانْتِمَاءُ الثَّقّافِيُّ – الأَيْدِيُوْلُوْجِيُّ " :
" العِلُّةُ الطَّائِفِيَّةُ " .
- الطائِفِيَّةُ لَيْسَتْ عِلَّةً ، بل هي " إنتِماءٌ ثَقَافِيٌّ – أَيْدِيُوْلُوجِيٌّ " يُقَوْلِبُ المَرْءَ فِكْرِيًّا، ويَجْعَلُهُ يَتَحَسَّسُ وِفْقَ قاعِدَةٍ ما . هذه القاعِدَة هي " القاعِدَة العُضْويَّة "للإِطْلاقِيَّة "الإنْتِهَائِيَّة – اللأّإنْتِهائِيَّة".

٣-" التَّحْتِيَّةُ الدِيْنِيَّةُ ":
" واسْتَنَدَ (دولة الرئيس) إلى "نُتَفٍ" واردة في التَّسجيل الوثائقي الذي وصفه "بالكارثي".
- إِنَّ اختلاف التَقْييمات والإِجابات عِنْدَ التَلامِذَة هُوَ أَمْرٌ طَبْيعِيُّ ، إِذْ أَنَّ كُلَّ فِئَةٍ منهم تنطلق من "تَحْتِيَّة "دينيَّة – نَفْسِيَّة" مُعَيَّنَة".

٤-" الإِحساسُ الشُّعورِيُّ " :
" لِيُدَلِّلَ على الواقع الطَّائفي، والفَرْزِ بين الطُّلاَّب والشّباب اللُبْنَانيين من مختلف المدارس والطَّوائِف..."
إِنَّهُ لأَمرٍ طبيعِيّ أنْ يمْتَدَّ " الإحساسُ الشُعوريُّ " إلى التَّاريخ، وإلى كيفيَّةِ "تَمَوُّجِ كُلِّ طائفة في التَّاريخ".

٥-الطبيعةُ الإنسانِيَّةُ الثَّقافِيَّةُ :

"قَرَعَ ناقوسَ الخَطَرِ ".
- لا خَطَرٌ هُناك ، بل " طبيعَةٌ إنسانِيَّةٌ ثَقافِيَّةٌ عامَّةٌ "، ضِمْنُها تَتَرَكَّزُ الخَيارات الكُبْرَى ، وَعَبْرُها تتواصَلُ " المتَحَدِّداتُ العَامَّةُ " .

٦-" البِنَاءُ التَّحْتِيُّ الطَّائِفِيُّ ":

" أنا متشائِمٌ من الموضوع، وأَخافُ على لبنان".
- إننا متفائلونَ جدًا من الموضوع، لأَنَّ " البِناء التَّحْتي الطَّائفي " هو " اللصيق بالفعل لأُنطولوجي الكامل" "والذي يتناسَلُ تاريخيًّا " للتعبير عن " اللَّوْلَبَة الثَّقافِيَّة العامَّة " .

٧-"المَضْمور "الدُّسْتُوري":
" دِفاعي عن تشكيل الهيئة ليس دِفاعًا عن شخصي، بل (دِفاعًا) عن دُستور بَلَدي ".
- إنَّ الدُّستور في "مَضْمُورِهِ" العام" يَهْدُفُ إلى حياةٍ لبنانيَّةٍ مُطْمَئِنَّة، وَرَفْعُ الغَطاء عن "الضَّمان الطَّائفي" يُؤَثِّرُ على " الحياة النَّفْسِيَّة واليَوْمِيَّة للبنانيين".

٨-" المَسَاحَاتُ الذََّاتِيَّة " :
" تَكَلَّمَ عن" ميزان الألماس" ليصف حال المُناصَفَة الطَّائفيّة الدَّقيقة في كُلِّ مفاصِل التركيبَة اللبنانِيَّة " .
- إِنَّ " ميزان الأَلماس ” لا يَكْفي، بل يَجِبُ أنْ تُؤَطَّر الطَّوائِف في "مساحات ذاتيَّة خاصَّة "، لكي تُنَمِّي " إِحساسها الاِجتماعي – النَّفْسِي "، وتَعِيْشَ وِفْقَ " لوْلبِهَا "التاريخي – الأَنْتُربولوجي".
٩-" ثقافَةُ الأنوار " :
" البَعْضُ يَتَحَدَّثُ عن الوَضْعِ المسيحي في لبنان، إلاَّ أنَّ المسيحيين عند الاِستقلال كانوا من أكثر الذين طالبوا بإلغاءِ الطَّائفيَّة السِّياسِيَّة في المُطْلَق ".
- إنَّ المسيحيين الذين طالبوا بإلغاء الطائفيَّة السِّياسِيَّة كانوا مِنْ صِنْفَيْنِ :
· الصِّنْفُ الأَوَّلُ : "أصْحَابُ النِّيَّةِ الطَّيِّبَةِ " ، وَهُمْ يَتَأَثَّرون " بثقافَةِ فَلْسَفَةِ الأَنوارِ " التي اعْتَقَدَتْ بالفَرْزِ النِّهائي بَيْنَ الجانِبِ الدِّينيِّ وبَيْنَ الجانِبِ الإجتماعِيِّ.

· أَمَّا الصِّنْفُ الثاني ، فَهُمْ " أصْحَابُ النِّيَّةِ المُبَطَّنَةِ" الذين عَلَّلوا النّفْسَ بِرَفْضِ المسلمين العلمنة الشاملة كي يَتَّخِذوا من هذا الرَّفض سَبَبًا للإبقاء على الطَّائفيَّة السِّياسِيَّة، والإعلان أَنَّهُمْ موافقون على إلغائِها متى وَافَقَ المسلمون على إلغاءِ كُلِّ أنواع الطَّائفيَّة، وخاصَّةً طائفيَّة الأحوال الشخصيَّة.

وَلَوْ فَرَضْنا أَنَّ المسلمين وافقوا على هذا الطلب، فكيف سيخرجون من هذا المأزق ؟!!.

١٠- "المفهوم التَّجَدُّدِي":
"وارتَكَزَ على المادّة ٩٥ من الدُّستور، وإلزامِيَّة مجلس النُّوَّاب تشكيل الهَيْئَة.".

- إنَّ إلزامِيَّة تشكيل " هيئة إلغاء الطَّائفيَّة السَِياسِيَّة" المُسْتَمَدَّة من منطوق المادَّة ٩٥ تَقِفُ عند موجبات تطبيق القانون الدُّستوري، ولَكِنَّها تَقِفُ دون حّقِّ المشترع في إعادة صِياغة المادّة الدُّستوريَّة نَحْوَ "المفهوم التَّجّدُّدي الطَّائفي" ، أي مفهوم "الطَّائفة "كقاعِدَة لَوْلَبِيَّة" "لِلْتَحَسُّسِ العامِّ".

١١- المفهوم التَّقْليدي:
وقال : "صحيح أَنَّ العِماد ميشال عون طَلَبَ مِنِّي سحب المشروع في وقتِها، لكنَّه أَكملَ كلامه بالإِشارة إلى أَنَّهُ إذا كانت الغاية من تأليف اللجنة أَو الهيئة الإِعداد للأَمر، فهو من أَوَّلِ الدَّاعمين".
- إِنّ العِماد عون ينتمي إلى "مدرسة "الأَحزاب التقليديَّة" الذين كانوا يعتقدون "بوجود "علمانيّة صافية " تتعالى فوق " العَنّعَنات الطَّائفيَّة"، كما كان يَقول رئيس الكتائب آنذاك.
أمَّا الآن، فإِنّ هَذِهِ الأَحزاب تَبْحَثُ عن تَفْسيرات للخُروج " مِنَ "المفهوم العِلْمَاني التَّقليدي".

١٢- كَفَّا العِفْريت :
وتَسَاءَلَ : "لماذا الآن نُجَدِّدُ الدَّعْوَةَ؟ "وأَجابَ : "رَأَيْتُ الفُرْصَةَ سانِحَة مع تَشْكِيْلِ حُكومَةِ الوِفاقِ الوَطَني، واستقرارِ الوَضْع".
- إنَّ الوضع على كَفَّي عِفْريت لأَنَّ السِلاح المتراكم لدى حزب اللَّه يُهَدِّدُ بين لحظة وأُخرى بكارثة كُبْرَى، تَكُوْنُ فيها حَرْبُ ٢٠٠٦، نُزْهَة بسيطة. فَلْيُنْزَعْ السِّلاح أوَّلاً من المدنيين، ثم لِيُصَار بَعْدَئِذٍ إلى بَحْثِ "موضوع" الطَّائفيَّة "التَّحَسُّسِيَّة الوُجودِيَّة".

١٣-" البَرَكَةُ القَوْمِيَّةُ " :
" تعطيل تشكيل الهيئة يَنْعَكِسُ على استمرار تعطيل مواد دُسْتُوْرِيَّة أُخْرى ، أَهَمُّها إنْشاءُ مجلس شُيوخ، وإقرار قانون الاِنتخاب".
- إنَّ تَعْطيل تَشكيل الهَيْئَة "هُوَ " بَرَكَة "قَوْمِيَّة وَطَنِيَّة" لأَنَّهُ يَقِفُ حائِلاً دون اخْتِلاطِ الحابِلِ بالنَّابِلِ، وَيَشْحَذُ الآذان للاسْتِماع إِلى الحُلولِ العَصْرِيَّةِ التي تَخَطَّتِ "المَوْقِفَ العِلْمَاني التَّقلِيدي".
فإنْشَاءُ مجلس شُيوخ يعني أَنْ يَقَعَ مجلس النُوَّاب "في يَدِ العَدَدِيينَ"، إِلاَّ إذا عُدَّلَ الدٌّستور بموادٍّ تُقِرُّ "مَنَاطِقَ سِيَاسيَّة ذاتِيَّة" تُرْسِلُ مندوبين إلى مَجْلِسَي النُّوَّاب والشُّيوخ.
أَمَّا قانون الاِنتخاب، فيمكن أَن يصدر في أيِّ وَقْتٍ، وبخاصَّة بَعْدَ "إِقرار "المناطِق الذاتِيَّة التي هي "ضمانات حُقوقِيَّةً "للطوائف "الخفيفَة الوِلادَة ".

١٤-" الذاتِيَّةُ النَّفْسِيَّةُ" :
" ثلاثة وثمانونَ عامًا وَلَمْ تُلْغَ الطَّائفيَّة، وإثْنَا عَشَرَ عامًا من مرحلة السِّلم ولَمْ تُشَكَّلْ الهَيْئَة ".
- إنَّ الطَّائفيَّة لا يُمْكِنُ إلغاؤها لأَنَّها العُنْصُر المُكَوِّن "للذّاتِيَّة النَّفْسِيَّة " و"للترابُط "الفَرَاضاني" مع "اللاّمُنْتَهي" . فَعِوَضًا عن المحاولات الشَّكْلِيَّة لإِلغاء الطَّائفيَّة ، " يَجِبُ البَحْثُ عن مَعْنَاها"، وعَنْ أُطُرِها لتولِيْدِها على "المُسْتَوى "النَّفْسي الوِفاقي"، أيْ " على مُسْتَوى الإِرادات الجَمَاعِيَّة المُتَبَلْوِرَة".

لقد حان الوقت لِتَفَهُّمِ " المعنى الوُجودي للطَّائفيَّة كإِطار عام تَتَبَلْوَرُ فيه "الإرادة العامَّة والخاصَّة"، ويَحْمِلُ في طَيَّاتِهِ " الأحاسيس التَّاريخيَّةُ "المُتَبَرْكِمَة (٢)، والتي هي العامِلُ الأساسِيُّ "في وُجودِ الوَعي الجَماعي" ، "التاريخيُّ والحاضِرِ للجماعة" .

١٥- الكِتَابُ المُوَحَّدُ :

" مُعادَلة رقميّة خَلَصَ الرَّئيس بِرِّي في نتيجتها إلى تقديم سلسلة اقتراحات عمليَّة في مسيرة الإِعداد لإِلغاء الطَّائفيَّة، ومنها كتاب مُوَحَّد للتعليم الدِّيني".
- إنَّنا نَسْأَل، في هذا الكتاب الموحَّد، هل يُعْتَبَر المسيح كنبي أوْ كإِبن اللَّه ؟ هل نَعْتَبِر أنَّ النَّبي العَرَبي قد تكلَّمَ عنه المسيح، أَوْ لم يَتَكَلَّمْ ؟ هل النَّبي العربي هُوَ خاتِمَة الأَنْبِيَاء ؟ أمْ أنَّ المسيح هُوَ المُخَلِّصُ الذي تَكَلَّمَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ العبرانيين ؟
١٦- " الاِنْتِماءُ إلى الأُمَّة المسيحيَّة " :
" كِتابٌ تاريخيُّ مُوَحَّدٌ ".
- هل لبنان ينتمي إلى الأُمَّة المسيحيَّة أوْ إلى الأُمَّة الإسلامِيَّة؟ هل بُلدان أوْروبا أوْ أميركا هي شقيقة لأَنَّها تنتمي إلى الأُمَّة المسيحيَّة، أم البُلدَان العربيَّة والإِسلاميَّة هي البُلْدَان الشَّقيقة؟ هَلْ أَنَّ وُصول الصَّليبيين كان لمُساعدة مسيحيي الشَّرق، أم أَنَّ وُجود الصليبيين هو في موقِع المواجَهَة للبنانيين القُدَماء؟ هل الخُروج في القرن السَّابع الميلادي إلى المنطقة كان تحريرًا للمنطقة، أَمْ كان غزوًا واحتلالاً " لبُلدان المشرق المسيحي" ؟!!

١٧- الحالةُ الاِجتماعيَّةُ :
" لا أحد يُفَكرَّ بإلغاء الطَّوائِف في لُبْنَان " .
- إنَّ الطوائف تَتَرَكَّز على مُسْتَوَيَيْن :
أ‌- مُسْتَوى الإِيمان، وهذا الأمر لا خَطَرٌ عليه في لبنان كما هو الحال مع مُتَشَدِّدي العراق ومصر وباكستان وماليزيا ونَيْجيريا .
ب‌- ومُسْتَوى " الحالة الاِجتماعيَّة " ذات الطَّابع " النَّفسي القومي " ، وهْوَ مُسْتَوى يَجِبُ أن يَتَكَرَّس " ضمن أُطُرٍ جُغْرافِيَّة ذاتيَّة "، ولذلك من الضَّرورة إعادةُ النَّظَر في بَعْضِ مواد الدُّستور كي تتلاءَم " والحالة " الاجتماعية النّفْسِيَّة " الذَّاتِيَّة " .
١٨-النَّظْرَةُ التَّقْلِيْدِيَّةُ :
"وَذَكَّرَ بكلامِ النَّائب موريس زوين حين قال "إنَّ الرُّوح الطَّائفيَّة موجودة ،وإنَّها العِلَّةُ التي نَشْكو (منها) و (تكادُ) تَقْتُلُنا " .
- هذا الكلامُ يُثبِّتُ " النَّظْرّةَ التقليديَّة الخاطِئَة للفعل الطَّائفي" بحيث سادَ الاعتقاد عند جماعة فلسفة الأَنوار أنَّ "الفعل "الإِداري الوطني" لا يتداخَلُ بشكلٍ من الأَشكال والفعل الطَّائفي،
وأّنَّ التأثير الطَّائفي على الحالة الوطنيَّة يُعَدُّ ظَرْفًا رَجْعِيًّا مُسِيْئًا. من هذا المنطلَق يَجِبُ أنْ
نَفْهَمَ قول النائب زوين الذي تَأَسَّفَ لِتَكَلُّمِ المادّة ٩٥ عن إبقاءِ الطَّائفيَّة بصورة مُوَقَّتة.
١٩-" مَدُّ الطَّائفيَّة ":
ويُتابِعُ النَّائب زوين : " إنَّ الطائفيَّة(٣) هي السَّبَبُ في تقاتُلِ أَبْنَاءِ الوَطَن".
- وللتصويبِ نقول: عندما يُريد فريق طائفي "مَدَّ "أَساسِيَّاتِهِ "الوَطَنِيَّة والقومِيَّة والتَّاريخيَّة والثَّقافِيَّة واللُغَوِيَّة" على إطار فريقٍ طائِفِيٍّ آخر، تَحْصَلُ المواجهات، لَيْسَ بِسَبَبِ " التَحْتِيَّة "الطَّائفيَّة الوُجودِيَّة" ، إنَّما بسبب إرادة مدّ "هذه الطَّائفيَّة الخاصَّة" على غّيْرِها مِنَ الطَّائِفِيَّات .

٢٠-الحَسْمُ الموضوعي :
ويُتَابِعُ النَّائِبُ زوين : " إِنَّ أوروبا عانت هذه العِلَّة، ولأَجْلِ الخَلاص بَذلَتْ المال والدِّمَاءَ" .
- إِنَّ أوْروبا واجَهَتْ صِراعًا بين الكاثوليك والبروتستانت، وانتهت المواجهة في بعض الدول بالحسم لجماعة مُعَيَّنَة : ففي فرنسا للكاثوليك، وفي انكلترا للأنغليكان (٤) ، وفي بروسيا للبروتستانت، وبَقِيَتْ التَشَنُّجات موجودة حيث هُناك أَقليَّات من طائفة مُعَيَّنة.

أَمَّا الآن، فإنَّ المشاكِل عادت تَذُرُّ قَرْنَها لِوُجود مُتَشَدِّدِيْنَ إسلاميين في أوْروبا.
وصَرَّحَ البابوان، الحالي والسّابق، "أَن جُذور أوْروبا هي مسيحيَّة". وبَدَأَتْ مشاكل ارْتِدَاء الحِجاب في المدارس، ثُمَّ ارتِدَاء البُرْقُع في الإِدارات الرَّسْمِيَّة. وَرَفَضَ مسيحيّون في إحْدَى مقاطعات النَّمْسا بناء المساجد، كما رُفِضَ هذا الأمر في استفتاءٍ عامٍّ في سويسرا.

وَحَصَلَتْ تفجيرات في مدريد وفي لُنْدُنْ طالت مِئات النَّاس. فهل انتهت المشاكِل الطَّائفيَّة في أوروبا؟!!

٢١- " الطوائف المتكاثِفَة ":
ويُتَابِعُ رئيسُ المَجْلِس: " مِنْ هُنا نَقول اليوم ، إن إلغاء الطّائفيَّة السياسيَّة هدف وطني أَساسي يقتضي العمل على تحقيقه".
- إِنَّ إلغاءَ الطائفيَّة السياسيَّة يَجْعَلُ الطوائف القليلة الوِلادة تحت ضغط "الطوائف المتكاثِفَة" " لأنَّ ألنَّفَسَ الطَّائِفِي" لا يُمْكِنُ أنْ يَنْدَثِر، فهو "في "كيفيَّة التَّوَجُّه العَقْلي"، أيْ " في الإِسْبَار الدَّاخِلي للنَفْسِ".

٢٢- " التكوين الدَّاخلي للحالة الطَّائِفِيَّة " :
"إنَّ دَعْوَتي لتشكيل الهَيْئَة لم تَكُنْ خِيَارًا".
- طالما "أنَّ "النظريَّات الجديدة" تُظْهِرُ " التَكوين الدَّاخلي للحالة الطَّائفيَّة" ، وطالما أنّ تعديل المادّة ٩٥ لم يكن في زمن قد انتشرت فيه بِقُوَّة " مفاهيم التَحْتِيَّة الدينيَّة التعبيريَّة "، فإنَّ باستطاعة المجلس النِّيابي أنْ يَقُوْم بتعديل جديد يُوافِق فيه المادّة ٩٥ "مع حُقوق الطَّوائف في أنْ تُبَلْوِرَ شَخْصِيَّتَها الذَّاتِيَّة".

٢٣- الإِشكالِيَّات النَّظَرِيَّة :
"عندما يكون النَّص مُلْزِمًا وبصيغة آمِرَة، يَنْتَفي الخِيار " .
- طالما أِن هُنَاكَ " إشكالِيَّات نَظَرِيَّة"، و"إشكالِيَّات حِزّبِيَّة" و "إشكالِيَّات شَعْبِيَّة " ، فَمِنَ الأَجْدَى وضع "اِستفتاءَات طوائِفِيَّة" لمعرفة إِرادة الطوائِف في هذا الموضوع. فإِذا وافَقَتْ جميع الطَّوائف بأكثريَّة الثَّلاثَة أرْبَاع على إلغاء الطائفيَّة السِّياسِيَّة، يَتُمُّ ذَلِكَ على مَسْؤُولِيَّةِ أَجْوِبَة هَذِهِ الطَّوائِف.

وإنْ تَفَرَّدَتْ طائفة واحِدَة عَنِ المُوَافَقة، يُبْقَى على مَبْدأ الطائفيَّة السِّياسِيَّة، على أن يُبَدَّل فيما بعد " بالطائفيَّة الجُغرافيَّة".

٢٤-" الحيثيّة الأَنتروبولوجيَّة":
ويُتابع : إنَّ المجلس الدُّستوري لم يُجِزْ أنْ يجعَل من حالة موَقَّتة واستثنائيَّة ، قاعدة عامَّة".
- طالما أنَّ هُناك "حيثيَّة أَنتربولوجيَّة"، وليس " مسألة إداريَّة شكليَّة"، فمن الضَّروري العَوْدَة إلى قرار الشَّعب حسب "الحالة " الطائفيَّة الأَنتروبولوجِيَّة " .
٢٥- " إشكالِيَّة النُّصوص والنُّفوس":
" وَعَنْ جلسة لمجلِس النُّوَّاب في ٣٠ أيلول ١٩٤٧، قال النَّائِب فيليب تَقْلا : " إن الحُكُومَة كانت قد تَقَدَّمَتْ بالمشروع إلى المجلس ( المشروع المتعلِّق بالاِنتخابات البلدِيَّة )، وَبَعْدَ دَرْسِهِ، أعادَهُ المجلس إلى الحكومة لتعديله، كي تُلْغَى الطَّائفيَّة منه، وطَلَبَ التّصويت على أِساسِهِ مُعْتَبِرًا أَنَّ شبح الطَّائفيَّة لن يَتَوَارى من النُّفوس ما لم يتوار من النُّصوص".

- إنَّ إشكالِيَّة النُّفوس والنُّصوص هي إشكاليَّة خاطِئَة لأَنَّ " البُرعُم الطَّائفي" هُوَ أساسي في تكوين "الشخصيّة الثقافِيَّة " النَّفسِيَّة الدينيَّة". والخَطَأُ في تحليل مفهوم "التأثير الديني التكويني" جاء من " المفهوم الأَوَّلي للطائفيَّة " كحالة خارجيَّة تَلْتَصِقُ بالشَّخص، وليس "كحالة جوهريَّة تُكَوَّنُ نَفْسِيَّة الشَّخص". لِذا، من الطبيعي، " وحسب المفهوم الأَوَّلي للتأثيرات الدينيَّة" أن يَعْتَقِد بعض رِجال السِّياسة أنَّهُ بالإِمكان إخراج الحالة الطَّائفيَّة مِنَ المجال العامّ.
٢٦- " العِلمانِيَّة الجامِدَة ":
وقال رئيسُ المجلس : " رجالُ الاستقلال الأَوائِل، وفي مُقَدِّمتهم صانعو ميثاقَنَا الوطني، كانوا مُتَقَدِّمين علينا، وأَبعد مَدَى في نظرتهم لإِلغاء الطَّائفيَّة لكونهم قصدوا إلغاء الطائفيَّة على مختلف وجوهها، ولم يتكلّموا عن الطّائفيَّة السياسيَّة فقط. واعتمدوا على المرحليَّة الظَّرفِيَّة، ولم يبدأوا فورًا، بل بدأوا بالانتخابات البلديّة ، ثُمَّ الانتخابات الاختياريّة في عمليَّة الإلغاء".
- إِنَّ المرحلة التي مَرَّ فيها الأَوائِل كانت مرحلة مُتَأَثِّرَة "بالعلمانِيَّة الجامِدَة" التي أَدَّتْ في سنة ١٩٠٥ في فرنسا إلى إدخال جميع المدارس تحت سقف " علمانِيَّة الدولة ". وقد جاءَ تأثير "العِلْمَانِيَّة الأوروبِية " على الأوائِل من جَرَّاء تَعَلُّمِ قِسْمٍ مِنْهُم في مدارس فرنسيَّة أوْ مُتَأَثِّرة " بالنِّظام الفكري الفرنسي ". ولم يكن في فرنسا " مواجهة " إِتنو- طائفيَّة" لأَنَّ المعركة الطَّائفيَّة الدَّاخليَّة انتهت باندحار قسمٍ كبيرٍ من البروتستانت وهروبِهِمْ إلى مدينة جنيف.
أمَّا الآن، فهناك صراعُّ يَظْهَرُ إجتماعيًّا ، لكنَّه بالفعل "إتنوسياسي" بين عمليَّة " التكاثف الإسلامي في فرنسا" وعدم تَمَكُّن " نَظَرِيَّة " العِلمَانِيَّة الجُمْهُوْرِيَّة " من إيجاد الحُلول الموافِقَة "لطبيعة الصِّراع "الإتني-ديني".
ففي فرنسا كانت المرحلة مطبوعة بالسُّهولة التي كَمَنَتْ بعد حسم الصِّراع لصالِح الكاثوليك، ثُمَّّّّّ لصالِح "العِلْمانيين الجُمهوريين" الذين واجَهوا "الكنسيين الكاثوليك" ، لكنّهم ظَلُّوا في طبيعتهم تحت "النّظام القيمي التَّاريخي" للكاثوليكيّة. وقد بَدَأُوا يَفْهَمون هذا الأمر عندما اصطدموا "بنظام قيمي آخر"، وأصبحوا كالوضع اللبناني "حَيْثُ عِدَّة أنظمة تريد إظهار نَفْسِها"، و "تَرْكِيْبَ أُفعولَتِها " في " المِهْمَاز الإجتماعي" (٥).

٢٧- إلغاء الطائفيَّة السِّياسِيَّة :
" الطَّائف رَكَّزَ في مُقَاربته للبعد الطَّائفي على التَّمْييز بين إلغاء الطَّائفيَّة وإلغاء الطَّائفيَّة السِّياسِيَّة" .

- إنَّ إلغاء الطَّائفيَّة السياسيَّة يعني " إلغاء التمثيل الطَّائفي في المناصب السِّياسِيَّة"، مِمَّا يَعْني أنَّ الطوائف التي تَكْثُرُ فيها الوِلادات سَتُهَيْمِنُ على القرار، كما حَصَلَ للطائفة السُّنِّيَّة بالنسبة للأَقباط في مصر، وللطائفة الشيعيَّة بالنسبة لباقي الطَّوائف في العِراق.
٢٨-" الغَبْنُ الحاصِلُ " للطوائف " القَليلَةِ الوِلادَة " :
" ( وَنَصَّ الطَّائِف) على مرحلِيَّة إلغاء الطَّائفيَّة السياسِيَّة ، وتشكيل الهيئة الوطنيّة ( لإلغاء الطَّائفيَّة السياسيَّة ) التي تَقْتَرِحُ الطُّرُق الآيلة إلغائِها".
- ما الفرق بين أن تُلْغَى الطَّائفيَّة في سنة، أو بعد عَشْرِ سنين أو بعد عشرين سنة أو ثلاثين، أو خمسين أو سِّتين سنة. فالغَبْنُ اللاّحق "بالطوائف القليلة الوِلادة" سَيَحْصَلُ على كُلِّ حال، إنْ عاجِلاً أوْ آجِلاً.

٢٩- " الحِسُّ الطَّائِفِيُّ":
"ما تَتَوَصَّلُ إليه الهيئة (ليس) تقريريًّا أِبدًا".
- فلماذا بالأَصل إنشاءُ الهيئة طالما أنَّ مُهِمَّتَها تُناقِضُ " الواقِعَ الدَّوْلي الجديد" و "الأَبحاثَ الأنتروبولوجيَّة التَّجَدُّدِيَّة " التي تَعْتَبِرُ أنَّ " المُنْخُلَ الطَّائفي " يُبَدَّلُ في الذَّاتِ الثَقافِيَّةِ"، فَيَضْحى "الحِسُّ الطَّائِفِيُّ " مُكَوِّنًا أوَّلِيًا للشخصيَّة الفرديَّة والجماعِيَّة. فمن الأسْهَلِ تطوير الدُّستور في الاِتِّجاه المناسِب، أي ضِمْنَ حَقَِ الجماعاتِ في التعبير عن نَفْسِها، وأوَّلُ حَقٍّ في التعبير عَنِ النَّفس "هو "الحَقُّ السِياسِيُّ".

٣٠- الخُطواتُ المطلوبة :
ثُمَّ شَرَحَ الرَّئيس برِّي وظيفة اللجنة :" الإعدادُ والتَّمهيدُ ومُراعاةُ النُّفوسِ وتقديمُ النُّصوصِ لمجلسَي النُّوَّابِ والوُزَراءِ "
أ‌- تبديلُ مُهِمَّة اللجنة :
ممكنُ تبديل مهمّة اللجنة ، وأنْ تكون لجنة تَقْتَرِحُ البرامج من أجل " تسوية "الوضع "الجماعاتي(٦)" في لبنان ، بحيث تَتَبَدَّلُ القوانين نحو " منهج "المناطِق الذّاتيَّة" التي تَسْمَحُ للجماعات بالتعبير عن نفسها والعَيْشِ "ضمن "أُطرها "الإحساسيَّة والفكريَّة والنَفّسِيَّة ".

ب‌- "الاستفتاءاتُ الطّائفيَّة ":
أمّا دور مجلس الشُّيوخ، فيمكن تبديله عبر "الاستفتاءات الطَّائفيَّة. فكُلُّ موقِف أساسي يحتاج إلى أكثريَّة ثلاثة أرباع من الطوائف الآتية: الموارنة، السُّنَّة، الشيعة، الرُّوم الأرثوذكس، الرُّوم الكاثوليك، الموحِّدون – الدروز، تَجَمُّع باقي الطوائف المسيحيَّة، وتَجَمُّع باقي الطَّوائِف الإسلاميَّة.

ج‌- كُلُّ طائفة تَنْتَخِبُ نُوَّابَها :
وفي موضوع القانون الانتخابي، تَنْتَخِبُ كُلُّ طائفة نُوَّابَها (٧)، مِمَّا يَمْنَعُ الطّوائف الوَلُوْدة مِنَ الاِسْتِئْثَار بالتمثيل. ويكون الانتخاب ضِمْنَ مرحلتين: أوَّلاً: فوز المرشّحين الذين ينالون أكثَرِيَّة في دوائرهم، ثُمَّ المباراة بين المرشَّحين الذين لم ينالوا أكثريَّة مُطْلَقَة.
د- اِنتخابُ المُغْتَرِبين :
أمَّا القانون القاضي بانتخاب المغترِبين، فلا علاقة له بإنشاء "هيئة إيقاف (٨) الطائفيَّة السِّياسيَّة"، وهو سيكون نصًّا داخِل القانون الاِنتخابي الجَديد الذي سَيَمْنَعُ العَسْفَ عن "الطوائِف القليلة الوِلادَة" بِمَنْعِ الطَّوائِف الوَلودَة من تبديل اِتِّجاهات باقي الطَّوائِف "عبر الاِقتراع من ضمن هذه الطَّوائِف".
ه- "الذَّاتِيَّة الطَّائفيَّة" :
إنَّ الطَّائفيَّة ليست نَقْمَة على لبنان، بل وجودها جاء نتيجة ظروف تاريخيَّة. وعلى المُشْتَرِع أنْ يَجِد لَهَا حَلاً يُبْقي على "الذَّاتِيَّة الطَّائفيَّة"، وذلك عبر طريقتين:
أوَّلاً: أن يقتصر اِنتخاب كُلّ طائفة على أَبنائِها فقط من أجل مَنْع الطَّوائِف الوَلودَة من التَّأْثير والسَّيْطَرَة.
ثانِيًا: إعطاءُ كُل طائفة حَيِّزًا مكانِيًّا تتفاعَلُ فيه كي لا تصبح مُضَعْضَعَة، وكي تعيش "من ضمن مناخِها "البيئي – النَّفْسِي".
و- إعادَةُ دِراسَةِ النُّصوص :
إنَّ وثيقة الوِفاق الوطني أَتَتْ ببعض الخُطوات الإِيجابيَّة، أمَّا الخُطُوات الأُخْرى، فكانت أقلّ إيجابيَّة، وذلك لأنَّها أتت في فترة صِدَامِيَّة داخل الصَّف المسيحي، وضمن ضغط إقليمي ودَوْلي. لِذا ، يَجِبُ إعادة دراسة النُّصوص التي خَرَجَ بِها إتِّفاق الطَّائِف ، وإعادة صياغَتِها في اِتِّجاه "تطمين وتأمين الطَّوائِف على ذاتِيَّتِها" ، وعلى نَفْسِيَّتِها، وعلى طريقتِها في العيش".
٣١- "النّظَرِيَّةُ العلمانيَّةُ البحتة" :
"إنَّ المسيحيين عند الاستقلال هُمْ من كانوا أكثر الذين طالبوا بإلغاء الطّائفيّة السياسيَّة في المُطْلَق".

- في العام ١٩٤٣ " كانت " النظريَّة العِلمانيَّة البَحْتَة " في أوْجِ تفاعُلاتِها، وخاصَّةً في الشَّرق متأثِّرةً بمنهج فلسفة الأَنوار و"بالنَّظْرَة العِلمانِيَّة الشوفينِيَّة" في الغرب. أمَّا الآن، وبعدما ظَهَرَ "المفعول الطَّائفي البُنْيَوي "كحالة أساسِيَّة "في العَقْدِ(٩) "النَّفْسي الاجتماعي " ، فمن الضَّرورة إعادة صياغة "المُحَدَّدات الدُّستوريَّة والقانونيَّة " في اِتجاه المفاهيم الجديدة "للمساواة "الطَّائفيَّة الاِجتماعيَّة" مِنْ أجل "حُقوق النَّظرة الذَّاتِيَّة للطوائف ".
٣٢-"البُعد التَّرَسُّبِيُّ" :
قال الرئيس الهراوي: "أتطلَّعُ إلى إلغاء الطَّائفيَّة من جذورها حتَّى تَسْتَأْصِل أسباب التَّناحُرات المَذْهَبِيَّة المتلاحِقَة في مجتمعنا، وعلى أرْضِنَا".
- أنَّ كُلَّ طائفة لكونها " ذاتَ بُعْدٍ تَرَسُّبِيٍّ " تَسْعَى إلى تنمية نفسها على المستوى الاِجتماعي، وإذْ لَها طرق تفكيرها الخاصَّة، فهي تَصْطدِمُ بِغَيْرِها من الطَّوائِف. ولكي نَمْنَعَ التناحُرَ الدَّائِم، علينا أنْ نُؤَمِّن لِكُلِّ طائفة " وضعًا جُغْرافِيًّا على الأرض " يَسْمَحُ لها " بالتَّفاعُلِ الذَّاتي " وتَتَمَكَّن الطَّائِفة من مُتابَعَة قِيَمِها وثقافَتِها الذَّاتِيَّة .
٣٣- " حُقوقُ " الشُّعوبِ المَشْرِقِيَّة " :
وقال رئيسُ المَجْلِس : "إنَّ لبنان يجب أنْ يتبنَّى موضوع الطوائِف كُلِّها في الشرق الأوسط".
- إنّها خُطْوَة إيجابيَّة . فللمسيحيين حقوقهم في لبنان، وللموارنة حقوقهم أيضًا ، كما للآشوريين حقوقهم في الشرق لأوسط، وللسريان حقوقهم، وللأقباط حقوقهم، وللأَرمن حقوقهم.
٣٤- "حُقوق "الجماعات التَّاريخيَّة" :
"لبنان ليس مسؤولاً فقط عن التَّنَوُّع فيه، بل عن التَّنَوُّع في الشرق الأوسط ككلّ".
- لذا نقول، إنَّ حُقوق "الجماعات الطَّائفيَّة التَّاريخيَّة" كالموارنة، والبيزنطيين، والسِّرْيان، والآشوريين، والأَقباط، والأَرمن، وأبطال جنوب السُّودان هي حُقوق يجب أنْ نعمل جميعًا لإِيصالها إلى غايتها ، وخاصَّة أنَّ هذه الجماعات تُناضِلُ مُنْذُ مئات السِّنين للوُصول إلى حَقِّها في هذا المشرق المقهور، الذي اصطدم بالغزاوات وبالهُجومات المتتالِيَة، وبالاحتلالات التي دامَتْ مِئات ومِئات من السِّنين.
٣٥- عَوْدَةُ الحُقوق إلى أَصحابها :
"وهذه الهيئة إذا قامت ، فَسَتَعْمَلُ تمامًا كطاولة حوار، لا تقرِّر شيئًا من دون إرادة أَيِّ طرف ".
- لِذَا نَقْتَرِحُ أنْ تُسَمَّى هذه الهيئة : "هيئة عودة الحُقوق إلى أَصحابها "، وتُنَاضِلُ "مِنْ أَجْلِ عودة حُقوق جميع المشرقيين كاملة من دون نُقْصَان"، إنْ كان في بلادِ المشرق ، أوْ في آسيا لصُغْرَى: مِنْ حُقوق الأَرمن، والبيزنطيين، واليونان الذين رُحِّلوا من آسيا الصُغْرَى، إلى الآشوريين، والسِّريان، والموارنة، والأَقباط. فَلْنُنَاضِلْ جميعًا من أَجْلِ عَوْدَةَ الحُقوق السَّليبَة، ولنَتَّحِدْ في مُوَاجَهة الطُّغْيَان، ولنَطْلُبْ من الأُمم المُتَّحِدَة أَنْ تَسعَى جميع البُلْدان في العالَم لعودة الحَقِّ إلى نِصابِهِ في هذه المنطقة التي زَحَفَتْ إليها قوىً من خارجها، واستولت على العديد من الحُقوق الأَساسيَّة والتَّاريخيَّة.
٣٦- " الجَبْرُوْنِيُّوْنَ" :
" إنَّ لبنانَ عندما لَمْ يشترك في الحرب، دَفَعَ أثمانًا أكْثَرَ من مشاركَتِهِ".
- إنّ المسيحيين أرادوا إبقاء هدنة ١٩٤٩، لَكِنَّ الجماعات الفلسطِينيَّة المُسَلَّحَة ضَرَبَتْ الهِدْنَة بعَرْضِ الحائِط ، وحاوَلَتْ إجبار المسيحيين على الرُّضوخ. فواجَهَ المسيحيُّون "الفئات "الجَبْرُوْنِيَّة (١٠)" التي دَعَمَها اليسار، ثُمَّ مَشَى حزب اللَّه في الخَطِّ نفسه، الرّافِض لرأي المسيحيين. أمَّا النُّوَّاب الذين انتُخِبوا والذين يُناصرون العماد عون، فعدَدٌ كبيرٌ منهم وَصَلَ بسبب الأَصوات الشيعيَّة التي اِنصبَّت في جبيل وبعبدا وجزِّين. كما لم يَحْصُلْ أي استفتاء لَدَى الطَّوائِف لمعرفة إنْ كان هُناك إجماعًا لِشَنِّ الحرب على الدولة العِبْرانِيَّة.
٣٧- المُسَبِّبون :
" إسرائيل لم توقف حربها على لبنان منذ العام ١٩٤٨ ".
- بين العام ١٩٤٩ والعام ١٩٦٥، عندما كان الجيش حاضرًا، وتحت إمرة القِوى الشَّرعيَّة ، لم يَحْصُل أيُّ حادِثٍ . ولكن بَعْدَ ذلك، وبوصول المسلَّحين غير الشرعيين، من فلسطينيين ويساريين، ثُمَّ جماعة حزب اللَّه، بَدَأَت المواجهات، وبَدَأَتْ ردَّات الفعل الدَّاخليَّة .
وكانت النتيجة أكثر من ١٥٠ ألف قتيل، ودَمار شامل، وخَسارة تُقَدَّر ب ٤٠٠ مليار دولار أميركي، ووَصَلَت الليرة إلى الحضيض. وآخر مَرَّة تَفَرَّدت جماعة حزب اللَّه بالهُجوم، كانت النتيجة أكثر من ألف قتيل، وخسارة بما يوازي ١٥ مليار دولارًا أميركيًا .
..............

١-النّهار في 14/01/2010ص.٥، (الرئيس) برّي: " المسيحيّون أوَّل مَنْ طالب بإلغاء الطّائفيَّة السياسيَّة".
٢-" المُتَبَرْكِمَة ": التي هي في بَرٍّ ما، وضمن كَمِّيَّة ما .
٣- إِسم فاعِل.
٤-صراع خاص بين البابا والمَلِك هنري الثَّامِن أَدَّى إلى صراعات بين الكاثوليك وأتباع المَلِك، وبَعْدَئِذٍ إلى صِراعات بين الأَنغليكان وفِئات البروتستانت.
٥-"المهماز الاِجتماعي": طريقة التَطَوُّر الاِجتماعي المتأثِّرة "بالنَِّظام القيمي الديني".
٦-"الجماعاتي " : "الياء الاِنتهائيَّة " المزادة لكلمة "جماعات"تُظْهِرُ "العُبور الدَّاخلي من أَوَّل الحركة إلى آخرها ".
٧- اقتراح قَدَّمناه في نيسان ١٩٩٢.
٨-مِنْ أَوْقَفَ .
٩-Le contrat
١٠-"الجَبْرونِيُّوْنَ": الذين يُريدون إجبار النَّاس على أَفعالٍ لا يُريدونَها.
.........

حَقُّ تقرير المصير

14/01/2010
حَقُّ تقرير المصير
===========

١-قَمْعُ المتطرِّفين :
إنَّ أهالي ماليزيا المسحيين يَتَعرَّضون للقمع من قِبَل بعض المتطرِّفين الذين يَتَدخَّلون في شؤونهم الخاصّة، ويُريدون تَسْييرهم على هواهُمْ في العديد من الشؤون الاجتماعيّة والكنسيّة، ولا يكتفي المتطرِّفون بإعطاء الرأي في مواضيع مُعَيَّنة، بل يُهاجِمون المؤسَّسات الكنسيَّة ويتلفونها الواحِدَة تِلْوَ الأُخْرَى (١).

٢-لا للخُضوع للمتطرِّفين :
إنّ المسيحيين في ماليزيا ليسوا مكسر عصا لأَحد . " إِنَّ أُمَّتَهُم " التي تَعُدُّ بالمليارات مُسْتَعِدَّةُّ لاِحتضانهم والدِّفاع عنهم مِنْ "موقع حُقوق الجماعات"، ومِنْ موقِع " التَضامُن المسيحي العالَمي".

٣-حَقُّ تقرير المَصير :
أَمَّا إذا تابع المُتَعَصِّبون برنامجهم في تدمير دُوْرِ العِبادة والتهجُّم على " المؤمنين وعلى الاجتماعيين"، " فإِنَّ حقَّ تقرير المصير المُعْتَرَف به دولِيًّا" يكون الحلّ الضَّامِن لعدم الاِعتداء على " المُجْتَمَعِ المسيحي " (٢) في ماليزيا لكي يُنَمِّي نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ " بِمُسَاعَدَةِ أُمَّتِهِ الكُبْرَى" ، "وبمُسَاعَدَة البلدان "ذات الطَّابِع المسيحي".
____________________________
(١) النَّهار في 10/01/2010، ص ٦، " ماليزيا: هُجوم على كنيسة رابعة، وكهنة يُطالِبون بضمانات لسلامتهم "، نقلاً عن وكالتي "رويتر" و"أب".
(٢) لقد استعملنا في أواخر السِتِّينات كلمة "المجتمع المسيحي"، وذلك للتعبير عن "الذَّاتيَّة المسيحيَّة" على مُسْتَوى الاجتماع، وعلى التَّكاتُف والتَّعاضُد، وذلك بعد الرَّدّ على عبارة "المجتمع العربي في لبنان" باستعمال العبارة المزدوجة:"المجتمع العربي في لبنان "والمجتمع غير العربي في لبنان".
..........

15/01/2010
إنَّهُ "مُبَلَّط" (عامِّيَّة) في هذا المكان : موجود كالبلاط، لا يَتَزَحْزَح .
..........
"العالم الفرنكوفوني الشقيق" .
"الإخوة في البُلْدَان الفرنكوفونيَّة" .
..........
الموارنة "المَدَنِيُّون" .
الموارنة الإِكليركيُّون .
الموارنة الإِيمانِيُّون .
الموارنة " الاجتماعيّون ".
..........
حَمَدَ : شَكَرَ.
مُحَمَّدُ : الشَّاكِرُ.
الشَّاكِرُ رَبِّهِ.
..........
16/01/2010
" لُغَةٌ ذات طابع مسيحي ".
" لُغَةٌ ذات طابع غير مسيحي ".
........
" كُلُّ طائفة هي" قوميَّة بِحَدِّ ذاتها " .
.........
النَّائِم عائِم بالنَّوم.
عَلَيْه، لا يُوْجَد لَوْم.
إنَّهُ أَفضَل من قَوْم.
واعي، وغاطِط بالنَّوْم (١)
_____________________

(١) " المسيحيٌّون التقليديُّون " الذين لا يَتَحَسَّسون عَظَمَةَ أُمَّتِهِمْ، وضَرُوْرَةَ رَفْعِ اللِواء لمناصَرَتِهَا، ومواكَبَتِهَا ومعاضَدَتِهَا.
..........
مَرْكَزُ المَدافِع
========
نَقْتَرِحُ أَنّ تُتَرجَمُ عِبَارةPlace des canons" " في وسط بيروت "بمَرْكَزِ المَدافِعِ" لأَنّ هُناك أَرْسَلَ الأمبراطور نابليون الثَالِث جَيْشَهُ ومدافِعَهُ بَعْدَ أنْ تَعَرَّضَ المسيحيُّون لهجمات دَمَوِيَّة أفْقَدَتْ الكثير مِنْهُمْ الحياة.
.........

18/01/2010
لكَ سَلامٌ، ولكَ كلامٌ .
..........
" وتَخَطِّي كل المعنويّات الفِتْنَوِيَّة " (١) (الواو والياء ) : الواو يعني الحركة والياء الانتهاء .
____________________

(١) النّهار في13/01/2010 ، ص ٥ ، أحمد قبلان، المقطع الثّاني ، السَّطر الثالث والرَّابع .

.........

هل صحيح !؟

13/01/2010
هل صحيح !؟
=========

هل صحيح أنّ السلطان صلاح الدين "أَرْسَلَ في استحضار Arnaud ، وانتضى سيفه وقتله"(١)؟ وإذ كان Arnaud شيخًا جليلاً، وبطلا صنديدًا، فأراده صلاح الدين على الإسلام، فأبى، فقتله بيده(٢)؟ هل صحيح أن صلاح الدين " قَتَلَ عشرة من الرّهبان" (٣)؟

هل صحيح أنّ أتباع صلاح الدين " قتلوا نَيِفًا وثلاثين ألفا من الفرنج وكَوَّموا جُثَثهم كالتلّ أمام خيمته"(٤)؟
هل صحيح أنّ صلاح الدين " اشترى من فرسانه ثمانين راهبًا من الفرير وقتلهم عن آخرهم، وهو يقول: إنّ هؤلاء يؤذون أكثر من سائر الفرنج ويؤثرن القتل في سبيل إيمانهم "(٥)؟

هل صحيح أنّ صلاح الدين استولى على مدن السّاحل، وغزاها، وأهلك سُكَّانها، وخربها، وابتزَّ عسكره الأَموال، واستاقوا من النِّساء والأَطفال ما لا يقع تحت الإحصاء"(٦) ؟
___________________________

(١)الحروب الصليبيَّة في الآثار السُّريانيَّة، القس أسحق أرملة السِّرياني، المطبعة السِّريانيَّة في بيروت، ١٩٢٩، ص ١٧١، المقطع الثَّاني، السَّطر الأخير.
(٢)ذاته، ص ١٧٠، المقطع الثالث، السَّطر الأَوَّل، والسَّطر الثالث.
(٣)ذاته، ص ١٧١، السَّطر الأَوَّل.
(٤)ذاته، ص ١٧١، المقطع الثَاني، السَّطر الأَوَّل والرَّابع.
(٥)ذاته، ص ١٧١، المقطع الثالث، السَّطر الثالث والرَّابع والخامس والسَّادس.
(٦)ذاته، ص ١٧٢، السّطر الأوّل والثاني والثالث.

..........

العاطِف : من يَقوم بالاِنحناء.
-٢-

المعطوف : من ينحني عليه .
العاطِف : من يمسك بحبل الجَمَل.
أداة العطف : حَبْلُ الجَمَل.
المعطوف : "الجَمَلُ المتحرِّك وفق حركة الحَبْلِ" .
............

" المساهم" يرفع عقيرته في نصف إدائه (الألف)، ويهمّ بالعمل أو على العمل. فهو كالرّامي يَفْتَحُ قوسه قبل الرِّماية (الألِف)، ويَطْلُقُ سهمه للهدف، أَوْ للغاية.
.............

الجَزَاءُ : المعنى الأَوَّل:
- قِسْمَةُ الشَّيْءِ .
- إضعافُ الشَّيْءِ.
- جَرُّ قِسْمٍ من الشَّيْءِ .

............