lundi, décembre 29, 2008

الصَّرصَرة الداخليَّة

29/12/2008


طالب رئيس اللجنة المشرقيّة، السيّد سامي فارس، الجمعيّات البروتستانتيَّة المُتَغَلغِلة في بلاد البرازيل بالانتقال إلى مكانٍ آخر حيث المسيحيّة ما زالت غير معلومة. وقال: إنَّ الاستقطابات العدديّة التي تفرزها هذه الجماعات تؤَدِّي إلى خَلخَلَة التَّراص الكاثوليكي. فمِن أجلِ التّوازن المسيحي العالمي يُفْرَض بهذه الجمعيّات التَحرُّك في أماكن خالية من التكاثُف.

ومن أجلِ تجنُّب الصراعات الدّاخليّة في ميمنة الأمّة، على هذه الجمعيّات أن تُعيد دراسة نهجها في التوسُّع، وأن تَسعى لعمليَّة تكامل عِوَضاً عن عمليَّة تنافُر بين المذاهب.

إنَّ الصراعات الجانبيّة تُضعِف الزَّخم المسيحي العالمي، وتُلهي عن الحركة الجادّة والمسؤولة في توسُّعٍ متوائِم للأُمَّة المسيحيّة. إنَّ الجماهير والقوى الملتزمة الأفق الديني يَهُمُّها التركيز على العمل المتضافر، ويهمُّها إبعاد كلّ ما من شأنه إثارة تشنُّجات داخليَّة في التكتُّلات الكُبرى للأُمّة المسيحيّة لأن من شأن هذه التشنُّجات أن تُشَكِّل سبيلاً هيِّناً لِتَدَخُّل أصناف الأخصام وأنواعهم. فهؤلاء يرمون حالة من الصَّرْصَرَة(1) تُؤذْي الأُذُن والنفس، وتُبْعِدُ المنضوين عن السعي الدؤوب للوصول إلى مراحل مُتَقَدِّمة من هِجانٍ(2) ونشاطٍ وازدهار.

.........

(1) الصَّرصَرَةُ: الصِّياح الشَديد.

(2) الهِجَانُ: أفضَل ما في الشَّيْءِ وخالِصُهُ.

تأييد مواقِف ناصر قنديل

29/12/2008


أيَّدَت اللجنة المشرقيّة موقِف السيّد ناصر قنديل الدّاعي إلى بِناء عِدَّة كنائس في السَّعوديَّة(1) كي يتمكّن المسيحيّون من إقامة الشَّعائر الدينيّة. كما نَوَّهَت اللجنة باهتمامه بإخوتِنا الأقباط، وسعيه الدؤوب لمؤازرتهم ومكارمتهم. وبالمناسبة تطالب اللجنة المشرقيّة المسؤولين في أرض الكِنانة المباشرة بتعليم الّلغة القبطيّة في المدارس كونها اللغة التَّاريخيّة لهذا الشعب العريق.

......

(1) النهار في 12/12/2008، ص 4.

vendredi, décembre 26, 2008

الوضع الإتني التّاريخي

26/12/2008


1-تنويه بالموقف الأميركي من الحالة الإتنيَّّة التاريخيَّة:

أيَّدَ رئيس اللجنة المشرقيّة السيّد سامي فارس مطلب الشعب الآشوري البطل بتحويل سهل نينوى إلى إقليم لكي تكون علاقته مباشرة مع بغداد، لا أن يكون السَّهل الشمالي منطقة تابعة لأقاليم أُخرى. ونوَّهَ رئيس اللجنة بتصريح وزيرة خارجيّة الولايات المتَّحدة الأميركيّة إلى شبكة "فوكس نيوز" حيث أعلَنَت "أنَّ ديموقراطيّة فَتِيَّة مُتَعَدِّدة الإتنيّة في العراق حَلَّت محل ديكتاتور يتحمّل مسؤوليّة حروب ونزاعات"(1).

2-الذّاتيّة النّفسيّة الحضاريّة:

وعَلَّقَ السيِّد فارس بما يلي: إنّ اهتمام الإدارة الأميركيّة بالوضع الإتني الديني بالإضافة إلى البُعد الديموقراطي يُسَجَّل نقلة نوعيّة في المفهوم الغربي للوضع المشرقي، وللوضع العالمي عامَّةً، إذ أنَّ هناك مجموعات كثيرة في العالم تُفْرَضُ عليها الديموقراطيّة العَدَدِيَّة دون الأخذ بالاعتبار ذاتيّتها النفسِيَّة الحضاريّة؛ وعلى الأمم المتّحدة التَّنَبُّه لهذا الموضوع. فالمنحى القومي المترسِّب في حالة إتنيَّة دينيّة أو إتنيَّة لُغَوِيَّة دينيّة متكاثف في العالم.

من هنا، نَطلُب إنشاء لجنة دراسات في الأمم المتَّحدة تنكَبُّ على هذا الموضوع وتقدِّمُ نتيجة دراساتها إلى الهيئة العامَّة لاتِّخاذ القرارات المناسبة في ظلِّ هذا الواقع الإتني الدّيني.

3-لجنة تَقَصِّي الحقائق:

ومن ناحية ثانية، على الحكومة اللبنانيّة أن ترسل لجنة تَقَصِّي الحقائق إلى مدينة البصرة لتتعاون مع السُّلطات العراقيّة لمعرفة من هم الذين قَتَلوا أكثر من خمسين مسيحيّاً مُسالماً في يومٍ واحد من أجل معاقبتهم وإطلاع الرأي العام المشرقي والعالمي على ما حصل، وتحديد القوى التي كانت وراء هذه المذبحة المُنكِرَة.

........

(1)عن جريدة النهار البيروتيّة في 08/12/2008، نقلاً عن وكالات الأنباء: و ص ف، رويتر، أ ب، أ ش أ.

mercredi, décembre 24, 2008

اللجنة المشرقيّة تُثَمِّن مواقف السلام

24/12/2008


ثَمَّنَت اللجنة المشرقيّة موقِف القيادة السوريّة(1) في الانخراط في محادثات سلام حيث أنَّ الجماهير المشرقيّة والوطنيّة تُريد الوصول إلى حالة سكنيّة لِتَتَفَرَّغ إلى أشغالها وأعمالها من أجل لُقْمَة العيش، ومن أجل بناء عائلاتها في مناخٍ من طمأنينة وسؤدَد تَسْتَظِلُّ فيه حالة السَّلام العامَّة، وتعيش كباقي شُعوب العالم، مستنفرةً نفسها من أجل التَقدُّم والازدهار، بعيداً عن أجواء التَّسَلُّح والكَرْكَبَة(2).

.......

(1) بعد مشاهدة خُطاب المسؤولين السوريّين على المؤسّسة اللبنانيّة للإرسال (LBC) في 22/12/2008.

(2) الكَرْكَبَة: عدم معرفة ماذا يجب أن يُعمَل (عامِّيَّةُ).

mardi, décembre 23, 2008

تأييد القاضي لويس مورينو-أُكامبو

23/12/2008


أَيَّدَت اللجنة المشرقيّة موقف المدَّعي العامّ لمحكمة الجنايات الدوليَّة، القاضي مورينو-أُكامبو باتِّخاذ موقف حاسم من المسؤولين عن ارتكاب المجازر في إقليم دارفور(1).

واسْتَهجَنَتِ اللجنة ما يجري من عمليّات اغتصاب جَمَاعِيَّة، ومن عمليّات لا إنسانيّة بتعذيب شُهود القتل والترويع. واستنكرت اللجنة إعاقة إِيصال المساعدات الغذائيَّة إلى المخيّمات، واستفظَعَت أن يموت كلّ شهر أكثر من خمسة آلاف مواطن بسبب هذه التصرُّفات الإجراميّة.

وطالبت اللجنة الحُكومة اللبنانيّة بمساندة الإجراءات الهادفة إلى حلِّ مشكلة دارفور، وحثَّتها من أجل اتّخاذ موقف مؤيِّد للمساعي التي يقوم بها المجتمع الدّولي في سبيل الدِّفاع عن هذه المنطقة البائِسَة.

(1) جريدة النّهار في 04/12/2008، ص 10.


samedi, décembre 20, 2008

لتعلن الطائفة المارونيّة عن رأيها



سألتُ مرّةً أحد أنصار العماد عون: "لماذا لا تُطالبون بنزع سلاح حزب الله؟" فقال: "إنّ ذلك سيشكّل فتنة في البلاد". ومن إجابته استنتجت أنّ أنصار العماد عون يودّون أن يَنزَع حزب الله سلاحه، لكنّهم يَتَخَوَّفون من شغبٍ ومشاكل.


وسَألتُ مرَّة ثانية مناصراً آخر: "لماذا لا تطالبون علناً بنزع سِلاح حزب الله؟" فأجاب: "إنَّ العماد عون هو الوحِيد الذي بإمكانه إقناع الحزب بنزع سِلاحه؛ لذلك تَفَاهَمَ معه".

لكنّ النَّصير لم يوضح التّاريخ الذي سيطلب فيه العماد عون من الحزب، نزع سِلاحه.

وهَذان الجوابان يعنيان أنّ معظم القاعدة المارونيّة للعماد عون في وارد سحب سلاح حزب الله، لكنّهم مُتَخَوّفون من مشاكل إن طلبوا ذلك، فجأة، من الحزب، فيدارونه ويهادنوه.

وبعد مدّة تبدّلت المواقف، وأصبحنا في مشروع حركة مقاومة مسلّحة و شعبيّة. لذا نقول : "اتركوا الموارنة يعطون رأيهم في الموضوع، ولا تُقْسمونهم بين مناصر للعماد عون ومناصر لأحزاب 14 آذار .لتتكلّم القاعدة المارونيّة عن نفسها، لأنّنا نعتقد أنّ الأكثريّة في الطائفة عليها أن تَفْصِل بوضوح: هل هي مع سلاح حزب الله، أو هي مع تسليم هذا السّلاح إلى الجيش؟"

أمّا من ناحيتنا، فنعتقد أنّ الموارنة لا يريدون أن يحتفظ حزب الله بسلاحه لأنّهم مع متابعة الهدنة القانونيّة بيننا وبين إسرائيل، ويعتبرون أنّ كل الإشكالات ممكن أن تُحَلّ عبر المفاوضات.

لذا نقول: "فلتُسْتَفْتَى الطائفة المارونيّة في موضوع محَدَّد وصريح، ألا وهو: هل تريد أن يبقى سلاح حزب الله في يده، أم تريد أن يُسَلَّم إلى الدولة؟"

وإذا كان البعض يجتهد في أنّ الأكثريّة المارونيّة ستقول: "ليبقَ السلاح مع حزب الله."؛ فيما البعض الآخر يقول: "إنّ الأكثريّة ستعلن أنّها مع تسليم السِّلاح إلى الحكومة"؛ نردِّدُ من جهتنا: "لِيُطْرَح السؤال فعلاً، وعندئذ سنعلم، على اليقين، ما هو الاتجاه الأكثري السَّائد في الطّائفة."

إنّ نتائج الانتخابات لا يمكن أن تحسم هذا الأمر بعدالة لأنّه يمكن أن تنشأ أكثريّة عدديّة مِن أقليّة من الطوائف تريد أن يحتفظ حزب الله بسلاحه، فيما أكثريّة الطوائف التي لا تشكّل أكثريّة عدديّة بحدِّ ذاتها، تَطلُب أن يُسَلِّم الحزب سلاحه.

ومن أجل الإنصاف والعدالة، علينا أن نستطلع رأي كل طائفة على حدة لأنّ الطائفة هي تعبير عن تاريخ وضمير وأماني وتصوّرات لها شكلها الذِّهني والفكري الخاص.

ولتقييم الحالة، علينا أن نسأل كلّ طائفة عن رأيها في موضوع سلاح حزب الله؛ فإن أجْمَعَت كلّ الطوائف، وبأكثريّة موصوفة، على بقائه في يد الحزب، يكون هذا هو اختيار الأكثريّة العدديّة في مجموع الطوائف. عندئذ تتوقّف السِّجالات في ما يخصّ إرادة اللبنانيّين في الموضوع، وتبقى محاورات الرّافضين لإقناع هذه الأكثريّات الموصوفة والكاملة بتبديل موقفها.

أمّا إذا تلكّأت طائفة واحدة عن الموافقة لبقاء السِّلاح في يد الحزب، لُزِم عندئذٍ تسليم هذا السّلاح إلى الجيش.

إنَّ حَملَ السِّلاح من قِبَل مدنيّين يعني تعريض البلاد لخطر داهم وشامِل. ولا يمكن ترك حاملي السِّلاح على عواهنهم، ولو أيَّدتهم طائفة، أو أكثر من طائفة.

أمّا مسألة التّهديد برفض تسليم السّلاح، فلها حلولها بإطباق الدولة على المعترضين. وإن استعملوا سلاحهم بأكثر ممّا تَحْتَمِل البلاد، فللهيئات الدوليّة رأيها بعد أن تتكلّم الحكومة، وتطلب المساعدة؛ لا أن تمكث صامتة، وشاحبة، وكأنّها فتاة تطلب الغيث من حبيبها سرّاً، دون أن تتجرّأ على المشافهة، وحبيبها لا يحقّ له الاقتراب، إن لم تكن الموافقة علنيّة، وصريحة.


سامي فارس


vendredi, décembre 12, 2008

فَلتُقَدِّم الحكومة استقالتها فوراً

12/12/2008


هَوْلُ الأَهوال:

أ- "شرحت النَّاطقة بإسم المفوضيّة العليا للاجئين التّابعة للأمم المتّحدة، لورا شدراوي وضع (المسيحيّين العراقيّين) بقولها: إنّ السلطات اللبنانيّة تعتبر وُجود هؤلاء على أراضيها غير شرعي رغم أنّنا نزوِّدهم شهادات لجؤ."

ب- "أمل جرجس بطرس، سيدة في الثامنة والأربعين، وصلت إلى لبنان، مطلع تشرين الثاني الحالي، قادمة من الموصل مع أولادها الثلاثة، تقول: في آذار الماضي قَتَلَ مسلَّحون زوجي خلال عمله في متجره. وتقول: حاليّاً ننام على فراش على الأرض في منزل من غرفتين نقيم فيه مع أفراد سبع عائلات أُخرى".

ج- "كمال حَمو يقول: لا يقبل أحد استخدامي، وأمضي أوقاتي في الانتظار".

د- "وتقول رانيا شهاب من مؤسَّسة كاريتاس: الكثير من العائلات تصل حاليّا بدون رجالها. الرِّجال إمّا قُتِلوا، وإمّا جرى خطفهم. وبعض اللاجئين يَصِلون بثياب تكاد تُغَطِّي أجسادهم(1)".

1-المُستَعْصَى عن الفهم:

أمام هَوْل هذه الأقوال، ونتيجة هذه الفضيحة الكُبْرَى من الحكومة في التلكُّؤ عن مساعدة أبناء شعبنا المشرقي، على رئيس الحكومة تقديم استقالته فوريّاً. وإن تَمَسَّك بالكرسي لسببٍ أو لآخر، على جميع الوزراء المسيحيّين تقديم استقالتهم لأنَّ ما جرى يُسْتَعْصى على الفهم و يُسْتَعْصى على التّحليل.

نَقول: كيف تَعْتَبِر الحُكومة أنَّ المسيحيّين العراقيّين الهاربين من الذَبح والاضطهاد، موجودون بصورة غير شرعيّة؟!!

فمن النّاحية الإنسانيّة، لهم الحقّ، كُلَّ الحقّ، أَن يَمْكُثوا في لبنان إلى أن تنجلي أُمُورُهُم، ويُقَرِّروا أين سيبنون مستقبلهم؟ أفي سهل نينوى، ملاذهم شبه الآمِن، أم في باقي المناطق العراقيّة؟ أفي لبنان؟ أو في بلاد الغرب؟

2- الاهتمام بأبناء بُجْدَتِنا:

ومِن الآن حتى ذلك الوقت على الحكومة أَن تُجهِّز مراكز استقبال مُؤقَّتة، من استئجار فنادق عاديَّة، أو أجنحة في أديار مُخّصَّصة لنوم الزّائرين، أو في مُجَمَّعات بيوت مُعَدَّة للإيجار؛ فَتُخَصِّص لكلِّ عائلة غرفة أو غرفتين، وتوابعها.

وتُنشَأ هيئة خاصّة لمساعدة المسيحيّين العراقيّين، فَتُقَدِّم لهم المأكولات التى يقومون بتحضيرها، كما تُقَدِّم لهم مبلغاً شهريّاً يشترون به بقيّة حاجاتهم من ملبس وما شابه.

ويُطْلَب من المدارس الرّسميّة قُبول أبناء وبنات المسيحيّين العراقيّين، ومَنْ فَضَّلَ إدخال أولاده إلى المدارس الكاثوليكيّة، فالدولة تتحمّل التّكاليف.

وكل شخص كان يعمل في العراق، أو انهى دروسه، يُقَدِّم طلباً إلى وزارة العمل، فتسعى الوزارة بكلّ ما أُوتِيَت من جهد إلى إيجاد عَمَلٍ له، موازياً لاختصاصه وخبرته.

وإنْ أحبَّ الضيف المشرقي البقاء في لبنان، لمدّة مُعَيَّنة، تُعطى له بطاقة يبرزها تجاه السلطات الرسميّة، وتُجَدَّد تلقائيّاً كلّ سنة؛ وإن اصطلحت الأمور في العراق، فله كلَّ الحقّ أن يبقى في ربوعنا ما أراد.

وإذا اختار المسيحي العراقي أن يطلب الجنسيّة اللبنانيّة، فَيُسَجَّل على لائحة انتظار المسيحيّين غير الموارنة. فكلّما مُنِحَت الهويّة اللبنانيّة في الخارج إلى ستين مارونيّاً، تُمنَح لأربعين مشرقيّاً مسيحيّاً من غير الموارنة، وذلك حِفاظاً على التوازن الديموغرافي داخل الطوائف المسيحيّة.

3- فتح تحقيق بالمسؤوليّات:

وعلى كُلِّ حال يجب فتح تحقيق لمعرفة أسباب سؤ معاملة المسيحيّين العراقيّين الحاضرين إلى لبنان بعد نكبتهم في بلادهم. على المسؤولين أن يعلنوا نتائج التّحقيق للرأي العام ليعرف أسباب حُصول هذا النَّبذ الإداري المهين لأخوةٍ لنا في المشرقيّة، وفي الدّين، وفي الانسانيّة. إنَّ كلّ الهيئات والتّجمّعات والقوى والأحزاب والنّقابات في لبنان وفي المشرق، المسيحيّة منها والإسلاميّة، كما المدنيّة، قد نَبَّهَت طيلة شهرين عمّا يجري من اضطهاد للمسيحيّين في العراق. أتكون النّتيجة بعد هذه الصَّلْصَلَة الواسعة والمتكرّرة تَعَمُّد الإهمال وعدم التَّواني عن مُلاحقة مَنْ أتوا في ظروف مأساويّة، وكأنّنا في صدد أحوال عاديّة في بلاد لا تشوبه شائبة، ولا يعتريه مشكل؟! ولا يُؤخذ بعين الاعتبار الوضع الذّاتي لمن أُعجِفَ من بلده، فاجأنا مستغيثاً يطلب الطمأنينة والمداراة؟! إنَّ الألم يعصر قلوبنا، والغمّ يضغط على رؤوسنا بعد أن عرفنا ما حصل من موبقات، وما جرى من استعلاءات على بني قومنا. عسى أن تُصلَح الأمور سريعاً، ولتتابع القوى والهيئات والمنظّمات والأحزاب هذا الأمر؛ فالجرح بالغ لإخوتنا في المشرق لما يُصِيبُهُمْ، والجرح بالغ لجماهيرنا لما أَصَابَهُمْ.

سامي فارس

رئيس اللجنة المشرقيّة في لبنان.

، ص7، "شهادات لمسيحيّين عراقيّين".29/11/2008 النّهار في (1)

jeudi, décembre 04, 2008

الحقّ في الجنسيّة اللّبنانيّة

04/12/2008

الحقّ في الجنسيّة اللّبنانيّة

صرّحَ رئيس اللجنة المشرقيّة السيّد سامي فارس، ما يلي:

إنّ لكل ماروني في العالم الحقّ في الجنسيّة اللبنانيّة، للأسباب التّالية:

أوّلاً: من أجل الإبقاء على التوازن الديموغرافي الوطني، ذلك لأن التزايد الديموغرافي عند الموارنة هو أقل من التزايد عند بعض الطوائف الأخرى. فالتّزايد الانتخابي لعام 2009 هو 4.97 عند الموارنة، فيما هو 7.51 عند الدُّروز، و8.82 عند السُّنَّة، و9.97 عند الشِّيعة(1). لذلك نقول: إنّ تجنيس موارنة الخارج سيوقف الخلل الحاصل مِنْ تزايد الوِلادات عند غير الموارنة.

ثانياً: إنّ المرجعيّة الدينيّة العُلْيا للموارنة موجودة في لبنان، ما يعني ذلك من تأثير نفسي-تاريخي ومَثَل ومِثَال في التَّصًوُّر العاطفي والذَّاتي والجماعي، واتِّجاه في الشُّعور نحو الكرسي البطريركي، وما يعني ذلك أيضاً من تضافُر الوَجْد التَّاريخي-الاجتماعي.

ثالثاً: إن المُعاش منذ أواخر القرن السابع الميلادي لغاية اليوم قد أَضفى على الأَراضي اللبنانيَّة طابعاً لاهوتِيّاً-اجتماعيّاً يأخذ الموارنة بعَبيرِهِ، ويشدُّهُمْ إلى مجرياتِهِ، ويجذُبُهم إلى تقاليدِهِ وعاداتِهِ.

رابعاً: يوجد في لبنان مساحة روحيّة-نفسيّة هي من صُلب حقوق الموارنة، التَّاريخيّة والذّاتيّة، وعليهم أن يتابعوا تَنْمِيَتَها على كًلِّ الأصعدة، الاجتماعيّة والنَّفسِيَّة، وضمن تَصَوُّر تاريخهم على مُسْتَوى العادات والتَّقاليد، وعبر النَّظرة إلى التَّفاعُل مع الخارج، ومع عالمهم الواسع الممتدّ على مسافات ومسافات.

..........................

(1) دراسة السيّد يوسف شهيد الدويهي، النّهار في 20/06/2008، ص6.