vendredi, août 21, 2009

الديموقراطيَّة التكوينيَّة

١٦/٧/٢٠٠٩

الديموقراطيَّة التكوينيَّة

I انفجاراتُ خارج إطار الجيش:

بعد الأخبار الواردة عن انفجار في جَنوب الليطاني المحظور فيه، وفق القرار ١٧٠١، حَمْلُ السِّلاح أو تخزينُهُ(١)، حانَ الوقت لتطبيقِ الديموقراطيَّةِ الطائفيَّةِ من أَجْلِ مَعْرِفَةِ إِرادةِ اللبنانيِّينَ في موضوعِ السِّلاحِ المُنْتَشِرِ مَعَ بَعْضِ التَّنظيماتِ.

IIطريقةُ التَّصْويْتِ:

ومن أَجْلِ مَعْرِفَةِ إِرادةِ اللبنانيِّيْنَ في مَسْأَلَةِ اِقتناءِ بعض التنظيمات المُعِدَّات الحربيَّة، يُصَاْرُ إلى سُؤَالٍ اسْتِفْتَائِيٍّ(٢)، هُوَ التَّالي:

هل تُؤَيِّدونَ إِبقاءَ السِّلاحِ مع هذه التَّنظيماتِ وخَارِجَ إِطارِ القِوى الأمنيَّةِ الرَّسْمِيَّةِ؟

تُقَسَّمُ الفِئَاتُ التي عليها الإِجابة عن هذا السُّؤَالِ، وَهُمْ من المواطنين اللبنانيين عُمْرهُم فَوْقَ الواحد وعشرين سنة، إلى ثمانيةِ أَقْسَامٍ، وِفْقَ الآتي:

أوّلاً: الطَّائِفَةُ المارونِيَّةُ.

ثانياً: الطَّائِفَةُ السُّنِّيَّةُ.

ثالثاً: الطَّائِفَةُ الشِّيْعِيَّةُ.

رابعاً: الطَّائِفَةُ الأُرْثُوْذُكْسِيَّةُ.

خامساً: الطَّائِفَةُ الكَاثُولِيكِيَّةُ.

سادساً: الطَّائِفَةُ الدُّرْزِيَّةُ.

سابعاً: أَقَلِّيَّاتُ الطَّوَائِفَ المسيحيَّةِ.

ثامناً: أَقَلِّيَّاتُ الطَّوَائِفَ الإِسْلامِيَّةُ.


يُوَجَّهُ السُّؤَالُ إِلى كُلِّ طَائِفَةٍ، على مُسْتَوَى لبنان. فَتَكُوْنُ عِنْدَنَا الإِمْكَانيَّاتُ التَّالِيَةُ:


أوَّلاً:مُوافَقَةُ جَميعِ الطَّوَائِفَ بِنِسْبَةٍ تُزِيْدُ على الخمسة والسبعين في المئة على بَقَاءِ السِّلاح خَاْرِجَ إِطَارِ الدَّوْلَةِ.

عِنْدَئِذٍ تكونُ الإِرَاْدَةُ الشَّعْبِيَّةُ قد واْفَقَتْ على السِّلاح الفِئَوِيِّ. وَيُعَادُ طَرْحُ السُّؤَالِ الاستفتائيِّ كُلَّ سَنَةٍ للتأَكُّدِ من أَنَّ الأكثريَّةَ الموصوفةَ ما زالت عند مَوْقِفِها.


ثانياً: موافَقَةُ جميع الطوائِفَ بأكثريَّةٍ مَوْصُوْفَةٍ، ما عدا طائِفَةٌ واحِدَةٌ، على إِبقاءِ السِّلاح في يدِ تنظيماتٍ غَيْرِ رَسْمِيَّةٍ. عندئِذٍ يُعْتَبَرُ الجوابُ رَفْضاً لاِقْتِنَاءِ السِّلاح لأَنَّ إِحْدَى المُكَوِّنَاْتِ الأَسَاسِيَّةِ في البلدِ رَفَضَتْ هذا الأَمْرَ.

ثالثاً: موافَقَةُ أَغْلَبِيَّةِ الطَّوَائِفَ على إِبْقَاء السِّلاح في أيادٍ غير رسميّة وَرَفْضُ أقليَّة منَ الطَّوائِفَ البندقِيَّة المزاجيَّة. يُعْتَبَرُ الجواب رفضاً من اللبنانيِّين لأَنَّّ هُنَاك أقلّيات جوهريّة لا تَرِيدُ انتشَارَ السِّلاح خارِجَ الدَّوْلَةِ.


رَابِعاً:تُوَافِقُ أَقَلِّيَّةٌ من الطوائِفَ على السِّلاحِ خارِجَ الأُطُرِ الشَّرْعِيَّةِْ، وتَرْفُضُ أكثريَّةٌ هذا الأمر. هُنَا الرَّفْضُ له مستويان:

أ-أَكْثَرِيَّةٌ جَوْهَرِيَّةٌ، أَي أَكْثَرِيَّةٌ في عَدَدِ المُكَوِّنات الرَّئِيسِيَّةِ.

ب-إِضَافَةٌ إِلى المبدإِ الأساسيِّ الذي هو حَقُّ الجَوْهَرِ الطائِفيّ أن يَرْفُضَ انتشارَ السِّلاح، لكون هذا الجوهر حالةً نوعيَّةً أُنْطُوْلُوْجِيَّةً، أو حالةً ذات صِفَة صَيْرُوْرِيَّةٍ.


خامساً: تَرْفُضُ جميعُ الطَّوَائِفَ ما عَدا واحدة، انتشارَ السِّلاح الكَيْفِيِّ. هُنا، نَعُوْدُ إلى الإِمْكَانِيَّةِ الرَّابِعَةِ مع أَكْثَرَ تَشَدُّدًا، أَيْ رَفْضٌ شِبْهُ كَامِلٍ لوجودِ السِّلاح الانتشاريِّ.


سادِسًا: تَرْفُضُ جميعُ الطَّوَائِفَ السِّلاحِ غَيْرِ المُرَاقَبِ والمُتنَقِّلُ على هَوَاه في البِلادِ.


III التَّحَرُّكُ في حالِ كانَتِ نَتِيْجَةُ الإمكانيّاتِ من الثَّانِيَةِ إلى السَّادِسَةِ:


١- تُعْطِي الحُكومَةُ أْمْراً للمُنظَّماتِ الحامِلَةِ السِّلاح بتسليمِهِ فَوْراً إِلى القِوى الشَّرْعِيَّةِ، وَنَحْنُ هُنَا أَمَامَ احتمالينِ:

أ-تَنْصَاعُ القِوى المُسَلَّحَة غَيْرَ الرَّسْمِيَّةِ لهذا الأمر، وَهُنَا لا مُشْكِلَةٌ.

ب-تَرْفُضُ هَذِهِ القِوى الاِنْصِيَاعَ، مُعْتَبِرَةً أَنَّ لها تَفْسِيْرَهَا الخاص لأَسْبَابِ حَمْلِهَا السِّلاح.

عِنْدَئِذٍ يَتَحَرَّكُ الجَيْشُ ويَحْسُمُ الأَمْرَ مُسْتَنِداً إِلى ثَلاثَةِ عَوَامِلَ:

أَوَّلاً: صِفَتُهُ الرَّسْمِيَّةِ المُسْتَمَدَّةِ مِنَ الدَّسْتُوْرِ وَمِنَ القَوَانِيْنَ.

ثَانياً: الأَمْرُ الذي صَدَرَ إِلَيْهِ مِنَ الحُكُومَةِ الشَّرْعِيَّةِ.

ثالثاً: المُنْطَلَقُ الاِسْتِفْتَائِيُّ الذي هُوَ مَصْدَرٌ لِكُلِّ سُلْطَةٍ، بما فيه الدَّسْتُوْرُ.


٢- وهُنَاكَ نَكُوْنَ أَمَامَ احتمالَيْنِ:

أ-تَتَمَكَّنُ قِوى الدَّوْلَةِ مِنْ نَزْعِ السِّلاحِ مِنَ المُتَأَبِّطِيْنَ بِهِ، وَنَكُوْنُ انْتَهَيْنَا مِنَ المَوْضُوْعِ.

ب-هُنَاكَ صُعُوبَاتٌ في إِتْمَاْمِ الأَمْرِ بِسَبَبِ تَصَادُمَاتٍ تَسْعَى إِلَيْهَا القِوَى المُتَشَبِّصَةُ بِحَمْلِ السِّلاحِ.

عِنْدَئِذٍ تَتَوَجَّهُ الدَّوْلَةُ إِلى عَدَدٍ من المُؤَسَّسَاتِ الإِقليميَّةِ أو الدَّوْلِيَّةِ، أَو إِلى البَعْضِ مِنْها لمؤَازَرَتِها في تنفيذِ القانونِ وإِرَاْدَةِ اللبنانيينَ. وهذه المُؤَسَّسَاتُ هِيَ:

أ- مُؤَسَّسَةُ الجَامِعَةِ العَرَبِيَّةِ الرَّسْمِيَّةِ.

ب- مَجْلِسُ الأَمْنِ الدَّوْلِيِّ.

ج- مُؤَسَّسَةُ المُؤْتَمَرِ الإِسْلامِيِّ.

ه- الاتِّحَاْدُ الأَوْرُوْبِيُّ.

و- الدُّوَلُ الصَّدِيْقَةُ.


ويُسْتَعَانُ بإِحْدَى هَذِهِ المُؤَسَّسَاتِ، أَو بِبَعْضِها أَوْ بِجَمِيْعِهَا لإِرْسَالِ قِوىً مُسَلَّحَةٍ لِتَنْفِيْذِ أَمْرِ الدَّوْلَةِ اللُّبْنَاْنِيَّةِ بِإِخْرَاجِ السِّلاحِ مِنْ كُلِّ مَنْ لَيْسَ لَهُ صِفَةٌ شَرْعِيَّةٌ. وَنَكُونُ قَدْ تَمَكَّنَّا بِوَاسِطَةِ هذا التَدَرُّجِ:

أوّلاً: مِنْ مَعْرِفَةِ إِرَادَةِ اللّبنانيينَ عَبْرَ المُكَوِّنَاْتِ الأَسَاسِيَّةِ.

ثانياً. مِنْ تَنْفِيْذِ القَانُونِ، في البِدْءِ عَبْرَ السَّعِي الدَّاخِلِيِّ، ثمَّ بِمُسَاعَدَةَ الخَارِجِ، إِنْ لم يتمكَّن الدَّاخِلُ مِنْ إِنهاءِ هذا الإشكالِ القانونيِّ.



سامي فارس

رئيس الحركة المشرقيَّة

samiphares.blogspot.com


* * *



(١) النَّهارُ ١٥/٧/٢٠٠٩، ص ٦ و ١٢، تَحْتَ عُنوان : "انفجارُ خُرْبَةِ سُلْم؛ وقَنَاةُ المُسْتَقْبَلِ في ١٤/٧/٢٠٠٩.

(٢) مراجَعَةُ المقال "الاستفتاءُ الطَّوَائِفِيُّ" بتاريخِ ١١/١٠/٢٠٠٧، ومَقَالُ "لِتُعْلِنَ الطَّائِفَةُ المارونِيَّةُ عَنْ رَأْيَها" بِتَارِيْخِ ١٨/٢/٢٠٠٨، والمَنْشُوْرَانِ في المُدَوَّنَةِ الاِلِكْترُونِيَّةِ :Http://samiphares.blogspot.com

الحَاْلَةُ الفرَنْكُوْفُوْنِيَّةُ

٥/٨/٢٠٠٩

الحَاْلَةُ الفرَنْكُوْفُوْنِيَّةُ

١. التَوَحُّدُ مَعْ فَرَنْسَا-الأُمّ(١):

تُرَاقِبُ الأوساطُ الكاثوليكيَّةُ الفرنكوفونيَّةُ في العالمِ باهتمامٍ ما يجري في مناطِقَ وَالُوْنيا حَيْثُ الاِتِّجاه بَدَأَ يَنْشُطُ مِنْ أَجْلِ الاِنْضِمَاْمِ إِلى فَرَنْسَا-الأُمِّ بَعْدَ ابتعادٍ مُؤْسِفٍ لأَكْثَرَ مِنْ مِئَةٍ وثمانين عاماً.

إِنَّ الكاثوليكَ في وَالونيا تَشُدُّهم رابطتَاْنِ مَعْ فَرَنْسَا: أَوَّلاً: الانتماءُ إلى العَالَمِ الكاثوليكيِّ. ثانياً: التَكَلُّم بلغةٍ واحِدَة.

فهم يَشْعُرون أَنَّ هَاتَيْنِ الرَّابِطَتَيْنِ تُؤَدَِّيَانِ إِلى الوِحْدَةِ بِسَبَبِ التَّضامُنِ الذي يَشْعُرُونَ بِهِ لما يَجْرِي مِنْ سِيَاسَاتٍ عَامَّةٍ في البَلَدِ-الأُمِّ. فَهُمْ يَعْتَبرونَ أَنَّ الاهتمامَ بهذه السِّياسَاتِ أَمْرٌ طَبِيْعِيٌّ بِسَبَبِ الأُمورِ المُشْتَرَكَةِ التي يتقاسمونَها مَعَ الجارةِ الجَنوبِيَّةِ. بالإضافة إِلى أَنَّ الاتِّجاه العالمي هو نَحْوَ تَوَحُّدِ القِوَى والهَيْئَاتِ والبُلْدانِ والمَنَاطِقَ التي تَنْتَمِي إِلى ذاتِ الأُفْعُوْلِ المَذْهَبِيِّ والتي تَتَشَارَكُ في لُغَةٍ رَسْمِيَّةٍ أَوْ لُغَةٍ نَفْسِيَّةِ واحِدَةٍ.

٢. فَرَنْسَا الجَدِيْدَةُ:

إِنَّ أَهالي كيبيك مِنْ أَصْلٍ فَرَنْسِيٍّ يَسْعُوْنَ أَوَّلاً إِلى تشكِيلِ دَوْلَةٍ ذات سيادة، ولا عَجَب، فَهُم أَبْنَاءُ فرنسا الجديدة وَعُمْرُها أَكْثَرَ مِنْ خمسمئةِ سَنَةٍ. وَهُمْ حَافَظُوا على اللهجَةِ الفرنسيَّةِ التّاريخيَّةِ، وعلى عاداتٍ وتقاليدَ اندثرت مُعْظَمُها في فَرَنْسَا الأُم. وقد حافَظُوا عليها لانقطاعِهِم من جِهَّةٍ عن التطوّر التَّحْدِيثي في فرنسا، ومن جِهَّةٍ أُخْرَى تعبيراً عن الهَوِيَّةِ(٢) الفَرَنْسِيَّةِ في أَميركا في مواجهة الهَوِيَّةِ(٢) الانكليزيَّةِ التي أَرَاْدَتْ مَحْوَ ذَاكِرَتَهُمِ الثَّقَافِيَّةِ، واسْتَوْلَتْ عَلَى العَدِيْدِ مِنْ أَرَاضِيْهِمْ.

إِنَّ أَهْلَ كيبيك، في صِلاتِهِمْ مع التَّارِيخ الفَرَنْسِيّ، وفي كَوْنِهِمِ الحالة الفَرَنْسِيَّة في أَميركا، وَكَوْنِ أَجدادِهِمْ أَتوا مِنْ فَرَنْسَا، يَلْفَحُهُمِ الحنين إِلى ثَقَافَةٍ تَارِيخِيَّةٍ جَامِعَةٍ، وإِلى شَدِّ أَواصِرَ الصَّدَاقَةِ مَعَ البَلدِ الأُمِّ، وهو اتِّجَاهٌ لا بُدَّ مِنْ أَنْ يَصِلَ يَوْماً إِلى الوِحْدَةِ. وَهِيَ حَالَةٌ طَبِيْعِيَّةٌ تَجْمَعُ بَيْنَ الذِينَ يَنْتَمُوْنَ إِلى مَذْهَبٍ دِينِيٍّ وَاْحِدٍ وإِلى لُغَةٍ وَاحِدَةٍ.

٣. لُغَةُ المَوَاْرِنَة:

أَمَّا المَوَارِنَةُ، فَهُمْ مُتَعَلِّقُوْنَ بِفَرَنْسَا مُنْذُ قُدُوْمِ المُحَرِّرِ غودفرا دو بويون(٣)، بعدما كانوا تَحْتَ نِيْرِ الاِسْتِعْمَارِ مُنْذُ مِئَاتِ السِّنِين. فَتَعَاوَنوا مَعَهُ وحَرَّرُوا سَوِيَّةً السَّاحِلَ البَحْرِيَّ لِبِلادِ المَشْرِقِ. وَلَكِنْ، وَلِسُؤِ الأَسَفِ، وَبَعْدَ أَنْ اشْتَدَّتْ ضُغُوْطُ قِوَى الاِسْتِعْمَارِ، أُجْبِِرَ أهَالي الجِزْءِ الغَرْبِيِّ مِنْ عَالَمِهَم الكاثوليكي على الاِنْكِفَاءِ، فَبَقُوْا وَحْدَهُمْ يُصَارِعُوْنَ الضَّيْمَ وَيُقَارِعُوْنَ الاِسْتِبْدَاْدَ.

إِنَّ الموارنة المعروف تَعَلُّقِهم بفرنسا، قد انتقوا لُغَتَهَا للتعبيرِ عن عُمْقِهم الثَّقَافي وعن مَكْنُوْنَاتِهِمِ النَّفْسِيَّة. وبَعْدَ أَنْ كَانت السُّريانِيَّة لُغَتَهُم اليَوْمِيَّة، أَصْبَحَتْ لُغَتَهُمِ الطَّقْسِيَّة. وهُمْ يعتبِرونَها لُغَةَ التُّراثِ، ويَهُمُّهم أَنْ يَسْتَنْهِضَهَا أُخْوَتُهُمِ السُّرْيَان، وَيَنْشُروها، وتَعُوْدُ لُغَةً يَتَكَلَّمُها مَجْمُوْعَةٌ هَامَّةٌ مِنَ النَّاسِ، لِتَتَقَدَّمَ وَتَزْدَهِرَ.

أمّا الموارِنَةُ، فَقَدِ انتقوا الفَرَنْسِيَّةَ كَلُغَةٍ شُعُوْرِيَّةٍ وَنَفْسِيَّةٍ. وَهُمْ ينتظرونَ تطبيقَ المادة ١١ مِنَ الدَّسْتُوْرِ التي تَقُوْلُ: إِنَّ القوانِيْنَ اللاحِقَةَ سَتُحَدِّدُ دَوْرَ اللُغَةِ الفَرَنْسِيَّةِ. وَهُمْ يَطْلُبُوْنَ أَنْ يَتَحَدَّدَ دَوْرُ هذه اللُغَةِ، كَلُغَةٍ ثانِيَةٍ في ثَلاثِ مجالاتٍ:

· أَوَّلاً: في المُؤَسَّسَاتِ الإِدَارِيَّةِ والقَضَائِيَّةِ.

· ثَانِيًا: في المُؤَسَّسَاتِ السِّيَاْسِيَّةِ.

· ثالِثًا: في المُؤَسَّسَاتِ التَّرْبَوِيَّةِ.

وما يَطْلُبُونَهُ، حَقٌّ لا غِنَى عَنْهُ. ومِنْ أَجْلِ تَأْكِيْدِهِ، يُمْكِنُ الاعتماد على الاستفتاءِ الدَوْرِيِّ، وهو لُبُّ الديموقراطيَّةِ، لِمَعْرِفَةِ إِرَادَةِ الشَّعْبِ. ولَكِنْ، قَبْلَ الاستفتاءِ بين الموارنة، يَجِب السَّماحِ للقوى النَّاشِطَةِ أَنْ تُعَبِّرَ عَنْ رَأْيِهَا. وَلِذَا، يَجِب فَتْح الوَسائِلَ الإِعلامِيَّةِ كَاْفَّةً أَمَامَ أَصْحَابِ المَطْلَبِ الفرَنْكُوْفُوْنِيِّ-الدَّسْتُوريِّ لِيُفَسِّرُوا نَظْرَتَهُم وَيَشْرَحوها أَمَامَ القِوى الشَّعْبِيَّةِ والوَطَنِيَّةِ.

* * *

(١)"فَرَنْسَا الأُمُّ" : "La France-Mère"

(٢)"الهَوِيَّةُ": الذَّاتِيَّةُ مِنْ حَيْثُ المَبْدَأ. الهُوِيَّةُ: الذَّاتِيَّةُ المُتَحَرِّكَةُ.

(٣) غودفرا دو بويون : Godefroi de Bouillon

vendredi, août 07, 2009

إِلىَ السَيِّدَة سَيْسُون

٢٢/٢/٢٠٠٩

إِلىَ السَيِّدَة سَيْسُون،

إِلىَ رَسُولَةِ أُمَّتِنَا بِشَعْرِهَا الطويل(1)...

مَنْ قَالَ أَنَّكِ غَرِيبَةٌ

في دَارِ دَارِكِ، في لُبْنَانَ

يا سَيْسُون.

غَرِيبٌ مَنْ كَانَ مِنْ غَيْرِ أُمَّتِنا

ونَحْنُ لَهُ بالأَحْضانِ.

فكيفَ بمِرْسالةِ أُمَّتِنَا

إِلى عُمْقِ أُمَّتِنَا

يا سَيْسُون.

غَرِيبٌ مَنْ كان خَارِجَ دُوَلِ أُمَّتِنَا

وَهْوَ بالصَّدَاقَةِ والمَحَبَّةِ يَرْبو//

فَكَيِْفَ.. بِجِذْعٍ مِنْ أَهالِيْلَ أُمَّتِنَا

يُصَارِعُ البُغْضَ ويُنَمِّي شَعَائِرَ الصُّرَاح(2).

فأَهْلاً بِكِ يا سَيْسُون.

يُعِيْبُوْنَ عَلَيْكِ زِيارَةَ أَبْنَاءِ أُمَّتِكِ//

وَهْوَ واجِبٌ وأَمَلٌ وصُبْحٌ مِنْكِ مُنير.

فأَهْلاً بِكِ يا سَيْسُون.

فالأَرْضُ أَرْضُكِ، فَهِيَ أَرْضُ أُمَّتِنَا

والسَّمَاءُ سَمَاؤُكِ، فَهِيَ سَمَاءُ أُمََّتِنَا

والبَحْرُ بَحْرُكِ، فَهُوَ بَحْرُ أُمَّتِنَا

فأَهْلاً وَأَهْلاً بِكِ يَا سَيْسُون.

يُغَالِظُونَكِ إِنِ اسْتَقْبَلْتِ سِيَاسِيِّ أُمَّتِكِ في لبنانَ،

والشَّوْقُ إِلَيْكِ في كُلِّ مَكان.

فَعَجَباً وَعَجَباً وَعَجَباً!!! هَلْ لِقَاءُ أَهْلِ بُجْدَتِكِ بَاْتَ

مَرْفُوضاً؟!

هَلْ يُرِيدُونَ فَصْمَ عُرَى الأُخُوَّةِ والثَقَاْفَةِ والتَّارِيخِ والشُّعُورِ والحَضَارَةِ وَكُلَّ الكُلِّ؟!... ومَاذَا يَبْقَى بَعْدَئِذٍ؟!

هَلْ أَصْبَحَ لِقَاْءُ فَتَاةِ أُمَّتِنَا مَمْنُوعاً؟!

هَلْ يَعْلَمُونَ ما جَرى مِنْ تَعَاْضُدٍ وَتَقَاْرُبٍ وَتَعَاْوُنٍ بَيْنَ أَبْنَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَيَمْنَعُونَ التَّوَاْصُلَ وَالتَّسَاْعُدَ والتَّشَاْوُرَ والتَّنَاهُضَ؟!

إِنَّ مَنْ أَتى مِنْ قَارَّاتِ أُمَّتِنَا فِي القَلْبِ، في الرُّوْحِ، في الحِسِّ، في الفِكْرِ... فأَهْلاً بِكُلِّ الوَافِدِينَ مِنْ أَبْنَاءِ أُمَّتِنَا مِنْ أَرْبَعِ رِيَاْحِ العَاْلَمِ، وَأَهْلاً بِهِمْ / إِلى بَيْتِهِمْ يَعْبُرُونَ، وَفِي أَفْيَائِهِ يَسْكُنُونَ.

فَأَهْلاً بِكِ يَاْ سَيْسُون.

يَمْنَعُوْنَ عَنْكِ التَّجْوَالَ، وأَهْلُ أُمَّتِكِ بِالعَيْنِ يَحْضُنُوْنَكِ، يَا رَسُوْلَةَ أُمَّتِنَا الكُبْرَى، يا رَسُوْلَةَ جَوْهَرِ بُلْدَانِنَا... فَأَهْلاً وأَهْلاً بِكِ يَا سَيْسُون.

يُحَاصِرُونَ دَارَكِ، وَهْيَ دَاْرُنَا. خَسِئْتُمْ!!! فَهَذِهِ الأُمَّةُ العَظِيمَةُ لا تُحَاصَرُ، بَلْ يُقْتَرَبُ مِنْهَا بأُضْمُومَةِ وَرْدٍ وبَاْقَاْتِ أَزَاهِيْر. إِنَّ المِلْيَارَاْتِ مِنْ أَبْنَاءِ أُمَّتِنَا لَيْسَ بِالصَّدِّ(3) يُوَاجَهُونَ، وَلا بِالكَخِّ يُجَابَهُونَ، إِنَّما بالتَّفَهُّمِ والتَّوَدُّدِ والتَّعَامُلِ الحَسَن، فَيَنْشَأُ مِنْ سَلاْمِ الطَّوِيَّةِ، سَلاْمُ الاِحْتِرَاْمِ، وَسَلاْمُ الاِعْتِبَاْرِ، وَسَلاْمُ الكِرَاْمِ؛ ونَنْبُذُ الصَّغَاْئِرَ وَالضَّغَاْئِنَ، وَجَوْلاْتِ العُنْفِ والدَّمَار...

* * *

(1) شُبْهُ اِسْتِعَاْرَةٍ مِنَ الشَّاعِرِ أُنْسِيِّ الحَاج.

(2) الصُّرَاحُ: الخالِصُ الصَّافي مِنْ كُلِّ مَا يُعِيْبُ وَيُكَدِّرُ.

(3) الصَّدُّ: هُنَا، بِمَعْنَى الضَّجِيْجُ.

samedi, août 01, 2009

يَوْمُ الشُكْرِ للإِرسَاليَّات الكاثوليكِيَّة


٢٠/٢/٢٠٠٩

يَوْمُ الشُكْرِ للإِرسَاليَّات الكاثوليكِيَّة

١-تكثيفُ التَوَاصُلِ:

إنَّ الإرساليَّات الكاثوليكيَّة في أَوْرُوبَا عامَّةً، وفي فرنسا خاصَّةً، أَتَتْ منذ عدَّة قرون إلى جبل لبنان والى الشَّرْقِ من أَجْلِ تكثيفِ التَوَاصُلِ بين كاثوليك الشَّرق وبين العالم الأوروبي-الكاثوليكي.

٢-أمُّ المَوَارِنَة: فَرَنْسَا:

بَنَتْ هذه الإرساليَّات مداميكَ العِلْمِ والتَّعَاوُنِ، فَانْفَتَحَ الموارنةُ على الجزءِ المهمِّ من عالمِهِم الكَاثوليكي في أَوروبا، ثُمَّ تَوَاصَلُوا مع أُمِّ الموارنة: فَرَنْسَا حَيْث تمازجوا مَعَ تاريخها وَأَفكارِهَا ولُغَتِهَا وإِحْسَاسِهَا النَّفْسِيِّ، وهو أمر ليس بغريب، إِذْ أَنَّ التَّفَاعُل الماروني-الإِفْرَنْجِي يرتقي إلى حُضُور المناضل التَّارِيخِي غودفروا دو بويون(١). الذي وَصَلَ على رَأس فُرْقَةٍ من المُجَاهِدِين هَدَفُهَا تَحْرِيرُ الشَّرْقِ من الاحتلالِ السَّلْجُوقِي.

٣-مواجهةُ الاستعمار والعِلْمَاوِيِّين:

إنَّ عَمَلَ الإِرساليَّاتِ المَشْكُور أدَّى إِلى مَزيدٍ من الوَعِي وإِلى مَزِيدٍ من التَّضَامُن وَالمَنْبَر الحَضَارِي الأَوروبي، وبخاصَّةٍ مُنْذُ القرن السَّادِسِ عَشَر مِيلادي. وقد استَمَرَّت هذه الإرساليَّات الجَوْهَرِيَّةِ بمجهودها التَّضَامُنِي بالرَّغْمِ من المَنَاخِ غَيْرِ المُؤاتي طيلَةَ العَهْدَينِ الاستعمارِيَّين المَمْلُوكي والعُثماني. كما واجهت هذه المُؤَسَّسَات، ولمُدَّةٍ طويلةٍ السِّيَاسَاتِ العَقِيمَةِ للعِلْمَاوِيِّين الفَرَنْسِيِّين الذين حاربوها في الدَّاخل دون التَّنَبُّهِ إِلى أَنَّها تَحْمُل في حَرَكَتِهَا الخَيّرَة الحَالَة الحضاريَّةَ-النَّفسِيَّة للتُّراثِ المسيحيِّ التَّاريخيِّ.

٤-القِوَى المُنَاوِئَة:

وَقَدْ وَاجَهَتْ هذه المُؤَسَّسَاتِ الرُّوحِيَّةِ والاجتِماعيَّةِ بَعْضَ المَنَابِرَ المُتَأَثِّرَةِ بالحَرَكَةِ العِلْمَاوِيَّةِ الأَوروبيَّةِ، كَمَا واجَهَتْ بَعضَ القِوَى المُنَاوِئَة التّي حَاوَلَت إِضْعَافَ الصِّلاتِ النَّفسِيَّة بَينَ الجَمَاعَاتِ المَسِيحِيَّةِ وبين الحَالَةِ الأَوروبيَّة والفَرَنْسِيَّةِ الحَامِلَةَ التُّرَاثَ الفِكرِيَّ والثَّقَافيَّ ذو الطَّابِعِ المَسِيحِيِّ.

٥-يَوْمُ الشُّكرِ للإِرساليَّاتِ:

أمَّا الآن، وقد بَدَأَ يَتَضِحُ أَكثَرَ فأَكثَرَ المَجهُودُ التَّارِيخِيُّ للإِرسَاليَّاتِ، بِكُلِّ أَنوَاعِهَا، مِنْ أَجلِ رَبْطِ الحَالَةِ النَّفْسِيَّةِ التُّرَاثِيَّةِ بَيْنَ الجَمَاعَاتِ المَسِيحِيَّةِ في لبنانَ والشَّرْقِ وبين المُؤَكَّدِ الحَضَارِيِّ في أَورُوبَا وأَمِيرِكَا، على السُّلْطَاتِ العَامَّةِ أَنْ تُكَرِّسَ الاِمْتِنَانِ لهذا الجُهدِ الثقافيِّ-الحَضَاريِّ، وتُحَدِّدَ يَوْماً يكونُ عيداً رسميًّا حَيْثُ يُعْرَضُ في وَسَائِلَ الإِعلامِ الدَّورُ التَّاريخيُّ المُهِمُّ لهذه الإرساليَّاتِ في لبنانَ، وفي بلادِ المَشْرِقِ، ويُفَسَّرُ فُضْلُهُمِ العَمِيقِ في تَوعِيَةِ النَّاسِ، وفي رَبْطِ الجَمَاعَاتِ المَسيحِيَّةِ مَع المَركَزِ الحَضَاريِّ-الثقافيّ. كَمَا تُخَصَّصُ دُرُوسٌ يُشْرَحُ خِلاَلِهَا للتَّلامِذَةِ وللطُّلاَبِ الدَّورُ الحَيَوِيُّ والإِنسَانِيُّ لهذِهِ الإِرسَاليَّات، وفَضْلُهَا في التَّعلِيمِ، وفي الثَّقَافَةِ، وفي المَنْطِقِ العِلمِيِّ الصَّحِيحِ.

* * *

(١) Godefroi de Bouillon