dimanche, septembre 04, 2011

"حَقُّ التَّبْشِيْرِ في شَمَالِ أَفْرِيْقِيَا"

٩ /٨ /٢٠١٠

"حَقُّ التَّبْشِيْرِ في شَمَالِ أَفْرِيْقِيَا".

==============================


١-" بَرْقَةٌ (١) شالَتْ (٢) لِكَسْرِ المَأْلُوْف":

فيما كانَ المُوَطِنُ القُبْطِيُّ حَنَّا شَحَاتَه يَنْقُلُ كَلِمَةَ المَسيح في بِنْغازي مِنْ أَعْمَالِ شَمَالِ أَفريقيا، تَشَذَّرَتْ (٣) جَمَاعَاتٌ أَمْنِيَّةٌ، وَبِدُوْنِ مُسَوِّغٍ شَرْعِيٍّ، وفي تَنَاقُضٍ تَامٍ مَعَ الحُرِّيَاتِ العَالَمِيَّة، والقانونِ الدَّوْلي، والإِعْلاَنِ العالَمِيِّ لِحُقُوْقِ الإِنْسَان، لَثْلَثَتْهُ (٤) عن نَشَاطَاتِهِ الشَّرْعِيَّة، تَارِيْخِيًّا وَقَوْمِيًّا وقانونِيًّا (٥).


٢-" صَعَاصِيْعُ (٦) المُوَاجَهَة" :

فالمُنَاضِلُ القُبْطِيُّ حَنَّا شَحَاتَه، وفي اسْتِجَابَتِهِ لِنِدَاءِ الضَّمِيْر، وَبَعْدَمَا بَدَّلَ العَدِيْدُ مِنْ سُكَّانِ المَنَاطِقِ الوَاقِعَة غَرْبَ النِّيْلِ مِنْ مُعْتَقَدَاتِهِمْ، بِسَبَبِ الظُّروفِ التَّارِيْخِيَّةِ الجَائِرَة، اِنْطَلَقَ يَدْعُو "إِخْوَانِهِ التَّارِيْخِيْيِّنَ في الدِّيْن" لِلْعَوْدَةِ إِلى مَنْبَعِ إِيْمَانِهِمْ، حَيْثُ مَكَثُوا مِئَاتَ السِّنِيْنَ يُنَافِحُوْنَ عَنِ الإِنْجِيْل، وَيَتَضَامَنُوْنَ في سَبِيْلِ "أُمَّتِهِم المَسِيْحِيَّة الكُبْرَى". إِلاَّ أَنَّ بَعْضَ المُتَشَنِّجِيْنَ الذين تَجَاهَلوا أَنَّ"كَامِلَ شَمَالَ أَفْرِيْقِيَا" كان يُؤْمِنُ بالدِّيْنِ المسيحي، وَيُمَارِسُ العِبَادات، وَيَتْبَعُ الطُّقُوْسَ، أَرَادَ هَؤُلاَءُ تَحْرِيْمَ (٧) النِّدَاءِ الأَخير لِلْعَوْدَة إِلى حُضْنِ المُعْتَقَدَاتِ الأَصْلِيَّة، وَلِتَسْمَعَ النَّاسُ ماذا جَرَى في التَّحَوُّلاتِ التَّارِيْخِيَّة التي أَثَّرَتْ على أَجْدَادِهِمْ بِسَبَبِ حُكَّامٍ أَتُوْا مِنَ البَعِيْدِ، وَبَدَّلوا رُوَيْدًا رُوَيْدًا مِنْ مُسَلَّمَاتِ الشُعوب، حَتَّى نَسِيَ البَعْضُ أَنَّ كامِلَ شَمَالَ أَفْرِيْقِيَا كانَ مُنْتَمِيًا إِلى "الأُمَّةِ المَسِيْحِيَّة العَظِيْمَة"، فِيْمَا البَعْضُ الآخَرُ تَنَاسَى هذا الأَمْرَ، واسْتَغَلَّ البَعْضُ الآخَرُ " الهَرْطَقَاتِ الأَيْدِيُوْلُوْجِيَّةِ" لِمَا سُمِّيَ بِفَلْسَفَةِ الأَنوار، وَهِيَ "تَعَقُّدَاتٌ فِكْرِيَّة" أَرَادَتْ فَصْلَ "البُنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ الدِّيْنِيَّةِ" عَنِ"الأُفْعُوْلِ الاِجْتِمَاعيِّ العامِّ". وَقَدْ اَسْرَعَتْ هَذِهِ الفِئَاتُ باسْتِغْلاَلِ "المَوْقِفِ الاِنْشِطَاريِّ الدِّينيِّ" كَيْ تُبْعِدَ الرَّأْيَ العَامَّ عَنِ التَّضَامُنِ مَعَ "مَرَاكِزَ الثُّقْلِ "القَوْمي – الدِّيْني" في أَوْرُوْبَّا، مِنْ أَجْلِ إِضْعَافِ الأُمَّةِ المََسِيْحِيَّة "عَبْرَ شَرْذَمَتِهَا" بَيْنَ "القُوَّةِ الأَوْرُوْبِيَّةِ" وَبَيْنَ " البُنْيَةِ الشَّرْقِيَّةِ".


٣-" مُقَامَسَةُ (٨) الأَيْدِيُوْلُوْجِيَا التَّجَدُّدِيَّة" :

إِلاَّ أَنَّ "المُجَزِّئِيْنَ" خَابَ ظَنُّهُمْ؛ "فَالْقِوَى الأَيْدِيُوْلُوْجِيَّة التَّجَدُّدِيَّة" وَقَفَت لَهُمْ بالمِرْصَاد. فَهِيَ تُوَاجِهُ مُنْذُ آواخِرَ السِّتِّينات الحملَةَ الدَّائِمَة لِلْفَصْلِ بَيْنَ شَرْقِ الأُمَّة وغَرْبِهَا. كما تُنَاجِدُ (٩) "النَّشَازَ الفِكْرِيَّ" لِجَمَاعَةِ فَلْسَفَةِ الأَنوار، وَمُتَتَبِّعِيْهِمْ في المَنَابِرَ الجَامِعِيَّة، والاِجْتِمَاعِيَّة، والسِّيَاسِيَّة.

وهي مَعْرَكَةٌ مَصِيْرِيَّةٌ يَسْتَنِدُ إِلى نَتِيْجَتِهَا "مُسْتَقْبَلُ الأُمَّة" عَلَى كَامِلِ بِطَاحِ الكُرَةِ الأَرْضِيَّة. وإِنَّنَا لَمُنْتَصِرون في هَذِهِ "المُجَاحَفَة (١٠) العَالَمِيَّة" بَيْنَ أَصْحَابِ "الأَيْدِيُوْلوجِيَّة التَّجَدُّدِيَّة" وَبَيْنَ"إِرْهَاصَاتِ(١١) جَمَاعَةِ فَلْسَفَةِ الأَنوار" الذين أَضْعَفوا الأُمَّة، وَحَوَّلُوْهَا لُقْمَةً سَائِغَةً للمُتَعَصِّبِيْنَ والمُتَطَرِّفِيْنَ، وَلَمَنْ تُرَاوِدُهُمِ "الفِكْرَة التَّارِيْخِيَّة لِمَحْوِ الأُمَّةِ بِأَكْمَلِهَا". وَلَكِنَّ هَيْهَاتَ هَيْهَات، فَظَنُّهُمْ سَيَخِيْبُ، وَمُخَطَّتُهُمْ سَيَبُؤُ بالفَشَلِ.


٤-تَحَرُّكُ الدَّوْلَة اللُبْنَانِيَّة :

أَمَّا فِيْمَا يَخُصُّ المُوَاجَهَةُ بَيْنَ "أَبْنَاءِ اُمَّتِنَا في شَمَالِ أَفْرِيْقِيَا" وَبَيْنَ جَمَاعاتٍ، قِسْمٌ مِنْهَا عَلَى غَيْرِ دِرَايَةٍ بالوَاقِعِ التَّارِيْخي، وَقِسْمٌ آخَرٌ عَلِمَ بِمَا جَرَى، وَيُرِيْدُ تَفْتِيْتَ الأُمَّةِ؛ نَقُوْلُ : على الحُكُوْمَة اللُبْنَانِيَّة أَنْ تُرْسِلَ شَخْصًا مُفَوَّضًا كَيْ يَطْلُبَ رَسْمِيًّا مِنَ الحُكومَةِ اللِيْبِيَّةِ أَنْ تُسَهِّلَ بالكامِلِ جَمِيْعَ "تَحَرُّكاتِ الوَطَنِيْيِّنَ المُنَاضِلِيْنَ". الذِيْنَ يُطْلِعُوْنَ النَّاسَ على تارِيْخِهِمْ، وعَلَى أَسَاسِ مُعْتَقَدَاتِهِمْ. وإِنْ رَفَضَت السُّلْطَات في تِلْكَ البِلاد هَذا الأَمر، "تَكُوْنُ زَاحِكَةً (١٢) الحَقَائِقَ القانونِيَّة"، والتَّارِيْخِيَّة، والاِجْتِمَاعِيَّة".

عِنْدَئِذٍ، على الحُكُوْمَةِ اللُبْنَانِيَّة أَنْ تُقَدِّمَ شَكْوَى لَدَى الأُمَمِ المُتَّحِدَة لإِجْبَارِ المَسْؤُوْلِيْنَ اللِيْبِيْيِّنَ على الرُّضُوْخِ لِمُوْجِبَاتِ القَانُوْنِ الدَّوْليِّ، وَلِحُرِّيَّةِ التَّبْشِيْرِ بالإِيْمَانِ التَّارِيْخِيِّ، وَبِحَقِّ دَعْوَةِ النَّاسِ إِلى تَفَهُّمِ مَا جَرَى مُنْذُ القَرْنِ السَّابِعِ المِيْلاَدِيٍّ إِلى يَوْمِنَا هَذَا.

_____________________

(١)- بَرْقَةٌ : دَهْشَةٌ.

(٢)- شَالَتْ : اِرْتَفَعَتْ.

(٣)- تَشَذَّرَتْ: تَطَاوَلَتْ.

(٤)- لَثْلَثَتْهُ : أَوْقَفَتْهُ.

(٥)- جَرِيْدَةُ النَّهار في ١/٨/٢٠١٠، ص١١، "التَّبْشِيْرُ بالمَسِيْحِيَّة مَحْظُوْرٌ في لِيْبِيا". (؟!!!)، نقلاً عَنْ وِكالة "ي-ب-أ".

(٦)- صَعَاصِيْعُ : الذين يَصِيْحُوْنَ وَيَضِجُّوْنَ.

(٧)- تَحْرِيْمُ : مَنْعُ.

(٨)- مُقَامَسَةُ : مُنَاظَرَةُ وَمُبَاحَثَةُ.

(٩)- تُنَاجِدُ : تُعَارِضُ.

(١٠)- المُجَاحَفَةُ : المُزَاحَمَةُ.

(١١)- اِرْهَاصَاتٌ : تَصَوُّراتٌ يُعْتَقَدُ فيها بِشِدَّةٍ، وَيُدَافَعُ عَنْهَا بِقُوَّةٍ.

(١٢)- زَاحِكَةٌ : مُبْعِدَةٌ.

..........

"حَقُّ التَّبْشِيْرِ في شَمَالِ أَفْرِيْقِيَا". "بَرْقَةٌ شَالَتْ لِكَسْرِ المأْلُوْفِ". "صَعَاصِيْعُ المُوَاجَهَة". "الظُّروفُ التَّاريخِيَّةُ الجائِرَةُ". "الإِخْوانُ التَّاريخِيُّوْنَ في الدِّيْنِ". "الأُمَّةُ المسيحِيَّةُ الكُبْرَى"."كَامِلُ شَمَالُ أَفْرِيْقِيَا". " حُصْنُ المُعْتَقَدَاتِ الأَصْلِيَّةِ". "الأُمَّةُ المسيحِيَّةُ العَظِيْمَةُ". "الهَرْطَقَاتُ الأَيْدِيولوجِيَّةُ".


"التَّعَقُّداتُ الفِكْرِيَّةُ". "البُنْيَةُ التَّحْتِيَّةُ الدِيْنِيَّةُ". "الأُفعولُ الاِجتماعِيُّ العَامٌ". "المَوْقِفُ الاِنْشِطَاريُّ الدِّينِيُّ". "مَرَاكِزُ الثُّقْلِ القَوْمِيِّ الدِّيْنِيِّ في أَوْرُوْبَا". "محاولاتُ شَرْذَمَةُ الأُمَّةِ المسيحِيَّةِ"."القُوَّةُ الأَوْروبِيَّةُ". " البُنْيَةُ الشَّرْقِيَّةُ". "مُقَامَسَةُ "الأَيْدِيولوجِيا التَّجَدُّدِيَّةِ"."القِوَى الأَيْدِيولوجِيَّةُ التَّجَدُّدِيَّةُ". "مُعَارِضُوْا "الأَيْدِيولُوْجِيَا التَّجَدًّدِيَّة". "النَّشَازُ الفِكْرِيُّ". "مُسْتَقْبَلُ الأُمَّة"."مُنَاجِدوا "الأَيْدِيولوجِيَا التَّجَدُّدِيَّة". "مُوَاجِهُوا "ألأَيْدِيولوجيا التَّجَدُّدِيَّة"."المُجَاحَفَةُ العالَمِيَّةُ". "المُجَاحَفَةُ العَالَمِيَّةُ "بَيْنَ أَصحابِ الأيديولوجيا التَّجَدُّدِيَّة وبين "إِرْهَاصَاتِ جَمَاعَةِ فَلْسَفَةِ الأَنوار". "الفِكْرَةُ التَّارِيْخِيَّةُ لِمَحْوِ الأُمَّة". "أَبْنَاءُ أُمَّتِنَا "في شَمَالِ أَفْرِيْقيا". "تَحَرُّكاتُ الوَطَنِيْيِّنَ المُنَاضِلِينَ". "زَحْكُ الحَقَائِقِ القَانونِيَّةِ".

...........

"النَّهْجُ النَّوَوِيُّ". / "تَطَلَّعَ بِمِلْءِ عُيُوْنِهِ". / اِسْتِعَادَةُ الأَراضي المُحْتَلَّةِ ".

..........

شو ناقِصْ

شو عاقِصْ.

.........

في اللُغَاتِ الغَرْبِيَّةِ "السِّيَاسَةُ" هِيَ "طَرِيْقَةُ اِنْتِظَامِ المُدُنِ"، وَذَلِكَ لأَنَّ "المُنْشِئَةَ الأَساسِيَّةَ" هِيَ في المُدَنِ الإِغْرِيْقِيَّة، ثُمَّ في مَدِيْنَةِ روما. أَمَّا في اللُغَةِ العَرَبِيَّةِ، فهي "في طَرِيْقَةِ تَنْظِيْمِ النَّاس"، حَيْثُ في الأَسَاسِ كان الاِهْتِمَامُ بالقَبَائِلِ، ثُمَّ بالمُدُنِ.

.........

"الفَتْحَةُ القانونِيَّةُ" : مَدْخَلٌ إِلى حَالَةٍ قانونِيَّةٍ هي في مَصْلَحَةِ "نَظَرِيَّاتِ الباحِثِ القانونيِّ".

.........

ما في حَدَنْ

إِلاَّ وَاحِدْ

"بْجَنِّةْ عَدَنْ"،

ضَيَّعْ دَرْبُوْ،

كُلُّونْ رَاحُوْا

فِكْرُوْ سَارِحْ

تِبْعُوا البَدَنْ،

"بْوَادِي الشَّجَنْ".

..........

Aucun commentaire: