٥ /٩ /٢٠١٠
جُلْجُلٌ (١) حَانَ تَنْفِيْذُهُ
================
١-أُمُّ المَوَارِنَة، فَرَنْسَا :
في مَوْقِفٍ جَدِيْدٍ مِنَ الجَمَاعَاتِ المُسَلَّحَةِ في الجَنُوْبِ، طَالَبَ وَزِيْرُ دِفَاعُ "أُمُّ المَوَارِنَةِ، فَرَنْسَا" "بِنَزْعِ الأَسْلِحَةِ غَيْرِ المَشْرُوْعَةِ مِنْ مِنْطَقَةِ عَمَلِيَّاتِ القُوَّةِ المُوَقَّتَةِ للأُمَمِ المُتَحِّدَةِ في لُبْنَانَ "الفِيْنُوْلُ" (٢)؛ وَهْوَ طَلَبٌ طَبِيْعِيٌّ لأَنَّهُ يَسْتَنِدُ إِلى القَرَارَيْنِ الدَّوْلِيَيْنِ ١٥٥٩ و ١٧٠١ الذَيْنِ يَشْتَرِطَانِ جَرْزَ (٣) كُلَّ سِلاَحٍ لا يَحْمِلُهُ الجَيْشُ اللُبْنَانِيُّ، وبالأَخَصِّ ما يَتَنَكَّبُهُ (٤) حِزْبُ اللهِ.
٢-عَدَمُ التَّوَافُقِ مَعَ القَانُوْنِ الدَّوْلِيِّ :
وَهُنَا نَعْجَبُ مِنْ تَلَكُّؤِ الدَّوْلَةِ في نَزْعِ هَذَا السِّلاَحِ غَيْرِ الشَّرْعِيِّ، عِلْمًا أَنَّ المُثَلَّثَ المُصْطَفَى (٥) في بَيَانِ مَجْلِسِ الوُزَرَاءِ : "الجَيْشُ والشَّعْبُ والمُقَاوَمَةُ، لا يَتَوَافَقُ مَعَ القَانُوْنِ الدَّوْلِيِّ الذي يَمْنَعُ جَمَاعَاتٍ مُسَلَّحَةٍ خاصَّةٍ مِنَ التَّحَرُّكِ على عَوَاهِنِهَا (٦) . وَنُضِيْفُ، أَنَّنَا في لُبْنَانَ نَمْكُثُ في ظِلِّ اِتِّفَاقِ الهُدْنَةِ الذي يُوْجِبُ عَلَى الفَرِيْقَيْنِ، اللُبْنَانيِّ والإِسْرَائِيْلِيِّ، مَنْعَ أَيَّ إِطْلاقِ نَارٍ على الجَانِبِ الآخَرِ.
٣-" التَّقْصِيْرُ القَانونِيًّ " :
وَكَمَا هُوَ مَعْلُوْمٌ، فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ قَدْ اِنْتَهَكَ الهُدْنَةَََََََََ بِقَرَارٍ ذَاتِيٍّ في العَامِ ٢٠٠٦. وَهْوَ لِغَايَةِ الآنِ لا يَزَالُ غَيْرُ مُلاَحَقٍ مِنْ أَجْهِزَةِ الدَّوْلَةِ، مِمَّا يُعَدُّ تَقْصِيْرًا فَاضِحًا، إِنْ في مَفْهُوْمِ القَانُوْنِ الدَّاخِلِيِّ، أَوْ في مَفْهُوْمِ القَانُوْنِ الدَّوْلِيِّ.
٤-مُسَانَدَةُ الدُّوَلِ الصَّدِيْقَةِ :
أَمَّا إِذا كان سَبَبُ عَدَمُ المُلاَحَقَةِ، تَخَوُّفَ الحُكْمِ مِنْ أَنَّ مِيْزَانَ القِوَى هُوَ في مَصْلَحَةِ حِزْبِ اللهِ، فَيُمْكِنُ مُطَالَبَةُ الدُّوَلِ الأُوْرُوْبِيَّةِ، عَبْرَ فَرَنْسَا، بإِرْسَالِ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِيْنَ أَلْفِ عَسْكَرِيٍّ بالسِّلاَحِ الكَامِلِ، مِمَّا يَعْني بُلُوْغَ العَدَدِ الكَامِلِ لِلْقِوى الصَّدِيْقَةِ خَمْسَةً وَسِتِّيْنَ أَلْفَ مُسَلَّحٍ. وَهْوَ عَدَدٌ، بالإِضَافَةِ إِلى الجَيْشِ اللُبْنَانِيِّ، يُمَكِّنُ مِنْ مُوَاجَهَةِ جَمَاعَاتِ حِزْبِ اللهِ، الذي يُقَالُ عَنْهُ في وَسَائِلَ الإِعْلاَمِ أَنَّهُ يَسْتَطِيْعُ تَجْنِيْدَ أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ مُسَلَّحٍ.
٥-مُسَاعَدَةٌ مِنْ أَميركا اللاَّتِيْنِيَّةِ :
أَمَّا إِذا خَرَجَ بَعْضُ العَسْكَرِيْيِّنَ مِنَ الجَيْشِ في مُسْتَهَلِّ المُوَاجَهَةِ لاِنْحِيَازِهِمْ إِلى "الجِهَاتِ غَيْرِ القَانُوْنِيَّةِ"، يُمْكِنُ اسْتِبْدَالُهُمْ بِقِوَىً إِضَافِيَّةٍ مِنْ أَمِيْرِكَا اللاَّتِيْنِيَّةِ التي قَدْ تُرْسِلُ لَنَا حَتَّى خَمْسِيْنَ أَلْفَ عَسْكَرِيٍّ إِضَافِيٍّ إِذَا لَزِمَ الأَمْرُ.
٦-" حَرَكَةُ العِصْيَانِ" :
مِنْ هُنَا، لا خَوْفٌ مِنْ حَرَكَةِ عِصْيَانِ يُهَدِّدُ بِهَا البَعْضُ لأَنَّهَا سَتُوَاجَهُ مِنْ "قِوَىً عَالَمِيَّةٍ صَدِيْقَةٍ" تَرْفُضُ أَنْ يَتَعَرَّضَ اللُبْنَانِيُّوْنَ، والمَسِيْحِيُّوْنَ مِنْهُمْ، إِلى أَعْمَالٍ قِتَالِيَّةٍ، مِنْ جَمَاعَةٍ نَصِّبَتْ نَفْسَهَا الآمِرَةَ النَّاهِيَةَ في البَلَدِ.
٧-" حَرَكَةُ خَوَارِجُ" :
إِنَّ القَوْلَ باِنْقِسَامِ المُؤَسَّسَاتِ لَيْسَ صَحِيْحًا. مَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْصَلَ هُوَ حَرَكَةُ خَوَارِجُ مِنْ بَعْضِ غَيْرِ المُنْضَبِطِيْنَ. وَإِنْ كان يُوْجَدُ مِنْ بَيْنِهِمْ أَكْثَرِيَّةٌ شِيْعِيَّةٌ، فَهُنَالِكَ أَيْضًا سُنَّةٌ وَمَسِيْحِيُّوْنَ شَخَزُوْا (٧)"الاِتِّفَاقَ العَامَّ التَّأْسِيْسِيَّ" الذي يَنُصُّ على مُوَافَقَةٍ شَامِلَةٍ "في الأُمُوْرِ الأَسَاسِيَّةِ في البَلَدِ".
٨-" مُخَطَّطَاتٌ مَرْمُوْزَةٌ" :
إِنَّ الذِيْنَ يُهَدِّدُوْنَ بالوَيْلِ والثُّبُوْرِ وَعَظَائِمَ الأُمُوْرِ يَسْعُوْنَ إِلى تَخْوِيْفِ اللُبْنَانِيْيِّنَ مِنَ الرُّكُوْنِ إِلى أَيِّ حَرَكَةٍ لِيَبْقُوْا هُمْ في سِِِِِِيَاقِ سَيْطَرَتِهِمْ عَلَى الأَرْضِ، وَضِمْنَ مُتَابَعَةِ خُطَتِهِمْ التي لا تَأْخُذُ بِعَيْنِ الاِعْتِبَارِ إِرَادَةَ الطَّوَائِفِ بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَمِنْ بَيْنِهَا الطَّائِفَةَ السُّنِّيَّةَ والطَّوَائِفَ المَسِيْحِيَّةَ.
٩-" غِيُّ الجَمَاعَاتِ" :
ولا يُمْكِنُنَا بأَيِّ شَكْلٍ مِنَ الأَشْكَالِ تَرْكَ أَصْحَابَ الهَيْمَنَةِ يَسْعُوْنَ إِلى حُرُوْبٍ لَمْ يَنَالوا مُوَافَقَةَ البَلَدِ عَلَيْهَا. إِنَّ " الحَسْمَ الدِيْمُوْقِرَاطِيَّ القَانُوْنِيَّ" مَعَ هَذِهِ الجَمَاعَاتِ هُوَ الوَحِيْدُ الذي يُؤَدِّي إِلى نَتِيْجَةٍ بَعْدَ أَنْ تَمَادَتْ في غِيِّهَا ،(٨) وَاعْتَادَتْ عَلَى فَرْضِ أَرَادَتِهَا، إِذْ اسْتَهَابَتْهَا كُلَّ مَرَّةٍ الحُكُوْمَةُ، وَلَمْ تَرُدُّ عَلَيْهَا "بالمَوَاقِفِ القَانُوْنِيَّةِ والعَمَلِيَّةِ اللازِمَةِ والحَاسِمَةِ".
١٠-" التَّهْوِيْلُ الإِعْلاَمِيُّ" :
لَقَدْ حَانَ وَقْتُ إِيْقَافَ هَذِهِ الجَمَاعَاتِ عِنْدَ حَدِّهَا، وإِلاَّ اِسْتَسْهَلَتِ الشَّرْعِيَّةَ وَنَاكَفَتْهَا (٩)، واعتادَتْ جَهُوْرًا على "التَّهْوِيلِ الإِعْلاَمِيِّ"، أَوْ على تأَبُّطِ الشَّارِعِ، مُتَسَلِّحَةً بِقَرَارَتِهَا؛ وَفي ذَلِكَ ضَرْبٌ مُؤْلِمٌ لِلْنُّظُمِ والقَوَانِيْنَ.
١١-" هَيْبَةُ القَانُوْنِ" :
إِنَّ المَوْقِفَ الحَاسِمَ والجَرِيْءَ لِلْحُكُوْمَة هُوَ الوَحِيْدُ الذي يُوْقِفُ هَذِه الجَمَاعَاتِ عِنْدَ حَدِّهَا الفَاصِمِ (١٠) . وَيَجِبُ أَنْ لا تَضَعَ السُّلْطَةُ جَانِبًا إِمْكَانِيَّةَ الرَّدِّ المُسَلَّحِ على "تَحَرُّشَاتٍ لا قَانُوْنِيَّةٍ". فَفي ذَلِكَ تَظْهَرُ "هَيْبَةُ القَانُوْنِ"، وَإِلاَّ اسْتَسَاغَتِ (١١) القِوَى اللاَّشَرْعِيَّةُ كُلَّ تَحَرُّكٍ عَلَى الأَرْضِ ضِدَّ المُؤَسَّسَاتِ والأَحْزَابِ والنَّاسِ. إِنَّ عَدَمَ الحَسْمِ في ٧ أَيَّار أَدَّى لاَحِقًا إِلى حَوَادِثَ بُرْجِ أَبي حَيْدَر، وَهْوَ يُؤَدِّي إِلى تَمَادِي هّذِهِ الجَمَاعَاتِ في حَمْلِ السِّلاَحِ، إِذْ تَحْسَبُ نَفْسَهَا "السُّلْطَةَ الرَّدِيْفَةَ" التي تُحَدِّدُ دَوْرَهَا على الأَرْضِ، وَكَأَنَّ القَوَانِيْنَ اِلْتَغَتْ، أَوْ أَصْبَحَتْ في زَاوِيَةٍ مَحْصُوْرَةٍ تَابِعَةٍ لآِرَاءِ المُسَلَّحِيْنَ وَبَرَامِجِهِمْ.
_____________________
(١)- جُلْجُلٌ : أَمْرٌ عَظٍيْمٌ.
(٢)- النَّهَارُ في ١٨/٩/٢٠١٠، صفحة ١٢.
(٣)- جَرْزَ : قَلْعَهُ مِنْ أَصْلِهِ.
(٤)- ما يَتَنَكَّبُهُ : ما يَتَّكِئُ عَلَيْهِ.
(٥)- المُصْطَفَى : المُفَضَّلُ والمُخْتَارُ. (المُعْجَمُ).
(٦)- أَلْقَى الكَلاَمَ عَلَى عَوَاهِنِهِ: أَلْقَى الكَلاَمَ مِنْ دُوْنِ تَفْكِيْرٍ (المُعْجَمُ)؛ تَحَرَّكَ عَلَى عَوَاهِنِهِ: تَحَرَّكَ مِنْ دُوْنِ تَفْكِيْرٍ عَمَّا سَيَنْتُجُ مِنْ رَدَّةِ فِعْلٍ لِمَا يَقُوْمُ بِهِ، مُسْتَرْخِصًا المُسْتَقْبَلَ.
(٧)- شَخَزوا : طَعَنُوْا.
(٨)- في غِيِّهَا : في ضَلاَلِهَا.
(٩)- المُنَاكَفَةُ : المُعَارَضَةُ ، بِمَا يَخْرُجُ عَنِ الحًدُوْدِ المُسَوَّغَةِ.
(١٠)- عِنْدَ حَدِّهَا، الفَاصِمُ : أَيْ جَعْلُهَا لا تُعَاوِدُ الكَرَّةَ مَتَى طَابَتْ لَهَا " الَفَذْلَكَةُ* الصِّدَامِيَّةُ ".
*الفَذْلَكَةُ : خُلاَصَةُ ما فُصِّلَ أَوَّلاً مِنْ حِسَابٍ أُوْ غَيْرِهِ. وَهُنَا، "الفَذْلَكَةُ الصِّدَامِيَّةُ" : ما يَنْتُجُ عَنْ حِسَاباتٍ لِلْتَدَخُّلِ اللاَّقَانُوْنِيِّ، في إِطَارِ السِّيْطَرَةِ على الأَرْضِ، ثُمَّ في مَيْدَانِ "السُّلْطَاتِ الحَاكِمَةِ".
(١١)- اِسْتَسَاغَتِ القِوَى اللاَّشَرْعِيَّةُ كُلَّ تَحَرُّكٍ على الأَرْضِ : اِعْتَبَرَتْهُ سَهْلاً وَمَسْمُوْحًا.
"جُلْجُلٌ حَانَ تَنْفِيْذُُهُ". "أُمُّ المَوَارِنَةِ، فَرَنْسَا". "عَدَمُ التَّوَافُقِ "على القَانُوْنِ الدَّوْلِيِّ". "التَقْصِيْرُ القَانُوْنِيُّ". "مُسَانَدَةُ الدُّوَلِ الصَّدِيْقَةِ". "مُسَاعَدَةٌ مِنْ أَميركا اللاَّتِيْنِيَّةِ". "جِهَاتٌ غَيْرُ قَانُوْنِيَّةٍ". "حَرَكَةُ العِصْيَانِ". "قِوَى عَالَمِيَّةٌ صَدِيْقَةٌ". "حَرَكَةُ خَوَارِجُ". "حَرَكَةُ خَوَارِجُ مِنْ بَعْضِ غَيْرِ المُنْضَبِطِيْنَ". "الاِتِّفَاقُ العَامُّ التَّأْسِيْسِيُّ". "الأُمُوْرُ الأَسَاسِيَّةُ في البَلَدِ". "مُخَطَّطَاتٌ مَرْمُوْزَةٌ". "غِيُّ الجَمَاعَاتِ". "الحَسْمُ الدِيْمُوْقِرَاطِيُّ القَانُوْنِيُّ". "المَوَاقِفُ القَانُوْنِيَّةُ والعَمَلِيَّةُ اللاَّزِمَةُ". "التَهْوِيْلُ الإِعْلاَمِيُّ". "هَيْبَةُ القَانُوْنِ". "تَحَرُّشَاتٌ لا قَانُوْنِيَّةٌ". "الفَذْلَكَةُ الصِّدَامِيَّةُ"."السُّلْطَةُ الرَّدِيْفَةُ".