samedi, mars 23, 2013

"صَعْدَاتٌ" تَوَرَّمَ نُزُوْلُهَا

                                                                             2011/4/28

"صَعْدَاتٌ" تَوَرَّمَ نُزُوْلُهَا (1)

=====================

1-" سُنْفَتَانِ (2) بِلا بَكْرَة" : 

وِفْقَ المنحى التَّقليدي لأَفكاره، يُتَابع حزب الكتائب ثوابته "في مَبْدَأِ العَلْمَنَة"، ولكن منتظرًا تَبَدُّل الحال في النُّفوس لِتُوَاكب تَبَدُّلاً في النُّصوص. والحزب لم يَخْرُجْ رسميًّا من أَهدافه "في الدولة المدنيَّة الكاملة" إِذْ يَعتقد، وحسب "التَّرْسِيْمَة الحاصلة" منذ القرن الثَّامن عشر أَنَّ "المجتمع المنفلت من غطاء اللاَّهوت" هُوَ المُثَبَّت النِّهَائي في "العمل السياسي العامّ". ولم يَدُرْ في خَلَدِهِ في أَيِّ لحظة، وعلى الأَقل وفق تصريحاته الرَّسميَّة، بأَنَّ "الغطاء السِّياسي الدِّيني" يمكن أَنْ يَظْهَرَ تعبيرًا عن "داخليَّة دينيَّة في النَّفْسِ" تَدْرُزُ الإِطار الجَمَاعي في التَّعَلُّق "في أَذيال "الفعل الديني"  و"الانخراط في هَيُوْلانِيَّتِهِ" بصورة كاملة لا خروج منها "لِصِفَتِهَا الجوهريَّة التَّامَّة".

2-" الالتصاقُ التَّاريخِيُّ" :

ويقول المُعَلِّقُ (3): "قبل استقلال لبنان بسبع سنوات تأسَّس حزب الكتائب اللبنانيَّة وَرَفَعَ شِعار : "الله، الوطن، العائلة" (4).

-         إِنَّ القِسْم الأَوَّل من الشِّعار هُوَ "إِطلاقي، عُلْوي"، وَهْوَ يُنَاقض إِرادة الخُروج من "المنحى اللاَّهوتي"، وما كان يقوله بيار الجميِّل: "الدين لله والوطن للجميع".

كما أَنَّ هذا المقولة لا تَرْبُطُ الحالة المارونيَّة بالواقع "الفرنسي التَّاريخي" حيث في سياق "الدِّفاع عن بلاد المشرق"، إِذْ حُكِمَ الموارنة من "خارج ذاتيَّتهم"، أَتَتْ قوى الفرنجة لتساعدهم على العودة إِلى "فِعْلِيَّتهم التَّاريخيَّة التُّراثِيَّة". وقد وَلَّدَ هذا "الجهد المشترك" روابط لا تنفصم عُراها بأيِّ شَكْلٍ مِنَ الأَشكال. وقد حاول بعض المحلِّلين السِّياسِيْيِّن السَّعي بكلِّ بما أُوتوا من قُوَّة "لِفَصْلِ "الالتصاق التَّاريخي" بين أَبناء الأُمَّة الواحِدَة، والعالم الواحد، و"النِّضَالِيَّة" المُشْتَرَكة الواحِدة".

3-" الإِطلاقِيَّة الدِّيْنِيَّة" :

"وَظَلَّ الحِزْبُ يُعَبِّرُ عن تطلُّعات المسيحييِّن في لبنان".

-         إِنَّ الذين اِلْتَحَقُوْا بالحزب هُمْ "قَاعدة "البورجوازيَّة الوُسْطَى المسيحيَّة المَدِيْنِيَّة"، ثُمَّ انْتَشَرَ الحِزبُ في الدَّساكر والقُرَى المارونِيَّة. وقد اعتقد أَركان هذه المجموعة بوجود "تَحْتِيَّة قَوْمِيَّة" مُغَايِرَة عن أَيِّ تَفَاعُلٍ دِيْنِيٍّ، ولم يَنْتَبِهُوْا أَنَّ "المشترك القَوْمي" يُبْنَى "على" إِطلاقِيَّة دِيْنِيَّة" "تَتَسَربَلُ التَّاريخ و"الوَقَائع اليَوْمِيَّة" في "المستوى السِّيَاسي والجَمَاعي" وفي "تأْثيرهما على الشُّعور الفردي".

4-" التَّبْدِيلُ في "السِّيَاسَة التَّارِيْخِيَّة" :

-2-

وَوِفْقَ القيادي الكتائبي سجعان قَزِّي، إِنَّ الحزب يُمَثِّلُ "النَّبَض المسيحي الوَطَني".

-         كانت الكتائب تَرْفُضُ دَوْمًا أَن توصَف بالحزب المسيحي، أَوْ بالحزب الذي يُعَبِّرُ عن المسيحييِّن؛ فهل بَدَّلَتْ "سياستها التَّاريخيَّة" في هذا الموضوع؟

5-" التَّثْبِيْتُ القَوْمي" على "وَضْعِيَّة دِيْنِيَّة" :

ويتابع السيِّد سجعان قَزِّي: "حِيْنَ يَتَغَيَّرُ النِّظام الطَّائفي في لبنان، عندها نتحوَّل من أَحزاب طوائف ومذاهب إِلى أَحزاب مواطنين".

-         إِنَّ هذا الجواب يُبَيِّنُ طريقة تفكير "الأحزاب التَّقليديَّة" التي تَفْصُلُ بين "الحالة الوطنيَّة" و"الحالة الدِّينيَّة". وهي لا "تَعْقُدُ بالها" إِلى إِمكانِيَّة وُجود "وضعيَّة قَوْمِيَّة" مقسومة بِنَفْسِهَا إِلى حالتين : "الحالة الإِيمانِيَّة" و"الحالة الاِجتماعِيَّة".

6-" عَلْمَنَةٌ "تَتَخَفَّى اليَوْمَ" :

ولا يَخْفِي (السيَّد) قَزِّي مَوْقِفَهُ الرَّافِض إِلغاء الطَّائفيَّة السِّياسِيَّة :"نحن ضدَّ طرح إِلغاء الطَّائفيَّة السِّياسِيَّة طالما أَنَّنا نعيش في ظِلِّ نِظَامٍ طائِفِيٍّ. عِلْمًا أَنَّنا ندعو إِلى ذلك، ولم ننتظر حتى العام 2011. وَمَنْ يُرَاجع وثائق مُؤْتَمَرِنَا في العام 1965 الذي عُقِدَ تحت عنوان "علمنة الدولة اللبنانيَّة" يجد رُؤْيتنا الهادفة لإِلغاء الطَّائفيَّة".

أ-" التَّصَاعُدُ" فَوْقَ العنعنات الطَّائفِيَّة" :

-         إِنَّكُمْ تُعْتَبرون منذ نشوئكم أَنَّ الطَّائفِيَّة هي "حالة مُتَأَخِّرَة"  ويجب "التَّصاعُد" فَوْق "العَنْعَنَات الطَّائفيَّة". إِنَّ نظرتكم إلى الطّائفيَّة منقوصة لأَنَّكم تعتقدونها ثُقْلاً غير مُتَوَجِّب على "الحياة المدنِيَّة المُتَقَدِّمَة".  

ب-" الخيارات التَّحْتِيَّة" "للحالة المَدَنِيَّة" :  

-         لَقَد تأَثَّرْتُمْ "بالحالة الأَوروبِيَّة المَدَنِيَّة" التي بَدَأَتْ تَفْقُدُ بريقها منذ أَنْ بَدَأَت "الطَّوائف المتنامية ديموغرافِيًّا" تَدْخُلُ إِلى أَوْروبا، إِذْ اكْتَشَفَتْ عندئذٍ "دوائر التَّفكير" أَنَّ هُنَاكَ تناقُضًا بين "الحالة المَدَنِيَّة وثوابتها" وبين حالة تَبْرُزُ من جديد، يُمْكِنُ أَنْ تكون مَدَنِيَّة، ولكن "بخيارات أَساسِيَّة أُخْرَى".

7-" الخَيَارُ العِلمَاني الصَّافي" :

"وهذا الأَمر كرَّره رئيس الحزب الشيخ أَمين الجميِّل في العامين 2006 و 2008، ودعا إِلى العَلْمَنة؛ وَنَرَى أَنَّ المُزَايدات في هذا الإِطار لا قيمة لها".

 

 

-3-

-         إِنَّكُمْ إِذًا ما زلتم تعتقدون "بالحالَةِ العَلْمَانِيَّة الصافِيَة" التي تُدْخِلُ الجَمَاعَة في "مَنْهَجٍ ذِهْنِيٍّ جَدِيْدٍ". و"مُتَابعة الخَيَار العَلْمَاني الصافي" تُشَكِّلُ خَطَرًا على مصير المسيحييِّن لأَنَّ لا خُروجَ مِنَ "المنحى الطَّوَائفي التَّرَسُّبي". وإِذَا اعْتَبَرْتُمْ يَوْمًا ما، أَنَّ "الحَالَة العَلْمَانِيَّة" حان قِطَافُهَا، سَنَجِدُ أَنْفُسَنَا في طريق مسدود "بالعَقْلِيَّة التَّحْتِيَّة الطَّائِفِيَّة"، كَمَا حَصَلَ للمسيحييِّن في مصر والعِرَاق.

_______________________________________  

(1)- "صَعْدَاتٌ" تَوَرَّمَ نُزُوْلُهَا" : الصُّعود إِلى مكانٍ ما يَصْعُبُ بعدئذٍ النُّزولُ مِنْهُ: أَيْ الصُّعود إِلى ما يُعْتَقَدُ أَنَّهَا "جَنَّةُ العَلْمَنَة"، ثُمَّ رُؤْيَةُ النَّفْسِ في إِطَارٍ طائِفِيٍّ يَطْبَقُ على الجَمَاعة "دون هَوَادَة* ولا عُوَادَة*".

*دُوْنَ هَوَادَة : دُوْنَ مُدَاراة. (المُعْجَمُ).

*العُوَادَة: ما أُعِيْدَ إِلى المَرْءِ من طَعَامٍ يُخَصُّ بِهِ بَعْدَ أَنْ يَفْرَغَ القَوْمُ.(المُعْجَمُ)؛ وَهُنَا : "دُوْنَ هَوَادَة ولا عُوَادَة" : أَيْ لا يُوْقِفُوْنَ سِيْرَتَهُمُ الجَدِيْدَة في امْتِلاَكِ كَامِلِ السُّلْطَة مَتَى سَنَحَتْ لَهُمُ الفُرْصَة عِنْدَ تَفَكُّكِ "الحواجِزِ القانونِيَّةِ الطَّائِفِيَّةِ"، أَوْ عِنْدَ "الاجْتِيَاحِ العَدَدِيِّ".

(2)- السُّنْفَتَانُ : عُوْدَانِ مُنْتَصِبَانِ بَيْنَهُمَا بَكْرَةٌ .(المُعْجَمُ)؛ وَهُنَا: دَوْلَةٌ مَدَنِيَّةٌ بِدُوْنِ  "تَحْتِيَّةٍ دِيْنِيَّةٍ" هِيَ "هَيُوْلَى يَنْقُصُهَا التَّثْبِيْتُ".

(3)- السَّيِّدُ عَبَّاسُ صَبَّاغُ.

(4)- النََّهارُ في 2011/3/30، صفحة 13، "الكتائِبُ: تَظَاهُرَاتُهُمُ اِجْتِيَاحٌ للأَشْرَفِيَّة".

_____________________________________  

"صَعْدَاتٌ تَوَرَّمَ نُزُوْلُهَا". "جَنَّةُ العَلْمَنَة". "دُوْنَ هَوَادة ولا عُوَادَة". "الحَوَاجِزُ القانونيَّةُ الطَّائِفِيَّةُ". "سُنْفَتَان بِلاَ بَكْرَة". "التَّحْتِيَّةُ الدِّيْنِيَّةُ". "هَيُوْلى يَنقُصُهَا التَّثْبِيْتُ". "مَبْدَأُ العَلْمَنَة". "الدولةُ المَدَنِيَّةُ الكامِلَةُ". "التَّرْسِيْمَةُ الحَاصِلَةُ". "المُجْتَمَعُ المنفَلِتُ من غَطَاءِ اللاَّهوتِ". "العمَلُ السِّيَاسِيُّ العامُّ". "الغَطَاءُ السِّيَاسِيُّ الدِّيْنِيُّ". "دَاخِلِيَّةٌُ دينيَّةٌ في النَّفْسِ". "التَّعَلُّقُ "في أَذْيَالِ "الفِعْلِ الدِّينِيِّ". "الاِنْخِرَاطُ في الهَيُوْلانِيَّةِ" بصورةٍ كاملةٍ". "الصِّفَةُ الجَوْهَرِيَّةُ التَّامَّةُ". "الالتصاقُ التَّارِيْخِيُّ". "إِطْلاَقِيٌّ عُلْوِيٌّ". "المَنْحَى اللاَّهوتِيُّ". "الواقِعُ الماروني". "الوَاقِعُ الفَرَنْسِيُّ التَّارِيْخِيُّ". "حركة الدِّفَاع عن بلاد المشرق". "خارج الذَّاتِيَّة". "الفِعْلِيَّةُ "التَّاريخيَّةُ التُّرَاثِيَّةُ". "الجَهْدُ المُشْتَرَكُ". "فَصْلُ "الالتصاق التَّاريخي". "النِّضَالِيَّةُ المُشْتَرَكَةُ". "الإِطلاقِيَّةُ الدِّيْنِيَّةُ". "قَاعِدَةُ البورجوازيَّةِ الوُسْطَى المسيحيَّةِ المدينِيَّةِ". "تَحْتِيَّةٌ قَوْمِيَّةٌ". "تَسَرْبُلُ التَّاريخ". "الوقائعُ اليومِيَّةُ". "المستوى السِّيَاسِيُّ والجَمَاعِيُّ". "التَّأْثيرُ على الشُّعُوْرِ الفَرْدِيِّ". "التبديل في السِّيَاسَةِ التَّاريخِيَّةِ". "التثبيتُ القَوْمِيُّ على "وَضْعِيَّةٍ دِيْنِيَّةٍ". "الأَحْزَابُ التَّقْليديَّةُ". "الحالَةُ الوطنيَّةُ" و "الحالَةُ الدِّيْنِيَّةُ". "عَقَدَ بالَهُ". "الوضعِيَّةُ القَوْمِيَّةُ". "الحالَةُ الإِيمانِيَّةُ" و "الحالَةُ الاِجْتِمَاعِيَّةُ". "عَلْمَنَةٌ تَتَخَفَّى اليَوْمَ". "التَّصاعُدُ"" الطَّائِفِيَّةُ

-4-

"لَيْسَتْ "حالَةً مُتَأَخِّرَةً". "الحَيَاةُ المَدَنِيَّةُ المُتَقَدِّمَةُ". "الخَيَارَاتُ التَّحْتِيَّةُ" "لِلْحَالَةِ المَدَنِيَّةِ". "الحَالَةُ الأَوروبيَّةُ المَدَنِيَّةُ". "الطَّوائِفُ المتنامِيَةُ ديموغرافِيًّا". "دَوَائِرُ التَّفْكِيْرِ". "الحَالَةُ المدينيَّةُ العادِيَّةُ وَتَوَابِتُهَا". "الخَيَاراتُ الأَساسِيَّةُ الأُخْرَى". "الخَيَارُ العَلْمَانِيُّ الصَّافي". "الحَالَةُ العَلْمَانِيَّةُ الصَّافِيَةُ". "مَنْهَجٌ ذِهْنِيٌّ جَدِيْدٌ". "المَنْحَى الطَّوائِفِيُّ التَّرَسُّبِيُّ". "الحَالَةُ العَلْمَانِيَّةُ". "العَقْلِيَّةُ التَّحْتِيَّةُ الطَّائِفِيَّةُ".

 

                                                .........

  

    

Aucun commentaire: