٢٢/٢/٢٠٠٩
إِلىَ السَيِّدَة سَيْسُون،
إِلىَ رَسُولَةِ أُمَّتِنَا بِشَعْرِهَا الطويل(1)...
مَنْ قَالَ أَنَّكِ غَرِيبَةٌ
في دَارِ دَارِكِ، في لُبْنَانَ
يا سَيْسُون.
غَرِيبٌ مَنْ كَانَ مِنْ غَيْرِ أُمَّتِنا
ونَحْنُ لَهُ بالأَحْضانِ.
فكيفَ بمِرْسالةِ أُمَّتِنَا
إِلى عُمْقِ أُمَّتِنَا
يا سَيْسُون.
غَرِيبٌ مَنْ كان خَارِجَ دُوَلِ أُمَّتِنَا
وَهْوَ بالصَّدَاقَةِ والمَحَبَّةِ يَرْبو//
فَكَيِْفَ.. بِجِذْعٍ مِنْ أَهالِيْلَ أُمَّتِنَا
يُصَارِعُ البُغْضَ ويُنَمِّي شَعَائِرَ الصُّرَاح(2).
فأَهْلاً بِكِ يا سَيْسُون.
يُعِيْبُوْنَ عَلَيْكِ زِيارَةَ أَبْنَاءِ أُمَّتِكِ//
وَهْوَ واجِبٌ وأَمَلٌ وصُبْحٌ مِنْكِ مُنير.
فأَهْلاً بِكِ يا سَيْسُون.
فالأَرْضُ أَرْضُكِ، فَهِيَ أَرْضُ أُمَّتِنَا
والسَّمَاءُ سَمَاؤُكِ، فَهِيَ سَمَاءُ أُمََّتِنَا
والبَحْرُ بَحْرُكِ، فَهُوَ بَحْرُ أُمَّتِنَا
فأَهْلاً وَأَهْلاً بِكِ يَا سَيْسُون.
يُغَالِظُونَكِ إِنِ اسْتَقْبَلْتِ سِيَاسِيِّ أُمَّتِكِ في لبنانَ،
والشَّوْقُ إِلَيْكِ في كُلِّ مَكان.
فَعَجَباً وَعَجَباً وَعَجَباً!!! هَلْ لِقَاءُ أَهْلِ بُجْدَتِكِ بَاْتَ
مَرْفُوضاً؟!
هَلْ يُرِيدُونَ فَصْمَ عُرَى الأُخُوَّةِ والثَقَاْفَةِ والتَّارِيخِ والشُّعُورِ والحَضَارَةِ وَكُلَّ الكُلِّ؟!... ومَاذَا يَبْقَى بَعْدَئِذٍ؟!
هَلْ أَصْبَحَ لِقَاْءُ فَتَاةِ أُمَّتِنَا مَمْنُوعاً؟!
هَلْ يَعْلَمُونَ ما جَرى مِنْ تَعَاْضُدٍ وَتَقَاْرُبٍ وَتَعَاْوُنٍ بَيْنَ أَبْنَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَيَمْنَعُونَ التَّوَاْصُلَ وَالتَّسَاْعُدَ والتَّشَاْوُرَ والتَّنَاهُضَ؟!
إِنَّ مَنْ أَتى مِنْ قَارَّاتِ أُمَّتِنَا فِي القَلْبِ، في الرُّوْحِ، في الحِسِّ، في الفِكْرِ... فأَهْلاً بِكُلِّ الوَافِدِينَ مِنْ أَبْنَاءِ أُمَّتِنَا مِنْ أَرْبَعِ رِيَاْحِ العَاْلَمِ، وَأَهْلاً بِهِمْ / إِلى بَيْتِهِمْ يَعْبُرُونَ، وَفِي أَفْيَائِهِ يَسْكُنُونَ.
فَأَهْلاً بِكِ يَاْ سَيْسُون.
يَمْنَعُوْنَ عَنْكِ التَّجْوَالَ، وأَهْلُ أُمَّتِكِ بِالعَيْنِ يَحْضُنُوْنَكِ، يَا رَسُوْلَةَ أُمَّتِنَا الكُبْرَى، يا رَسُوْلَةَ جَوْهَرِ بُلْدَانِنَا... فَأَهْلاً وأَهْلاً بِكِ يَا سَيْسُون.
يُحَاصِرُونَ دَارَكِ، وَهْيَ دَاْرُنَا. خَسِئْتُمْ!!! فَهَذِهِ الأُمَّةُ العَظِيمَةُ لا تُحَاصَرُ، بَلْ يُقْتَرَبُ مِنْهَا بأُضْمُومَةِ وَرْدٍ وبَاْقَاْتِ أَزَاهِيْر. إِنَّ المِلْيَارَاْتِ مِنْ أَبْنَاءِ أُمَّتِنَا لَيْسَ بِالصَّدِّ(3) يُوَاجَهُونَ، وَلا بِالكَخِّ يُجَابَهُونَ، إِنَّما بالتَّفَهُّمِ والتَّوَدُّدِ والتَّعَامُلِ الحَسَن، فَيَنْشَأُ مِنْ سَلاْمِ الطَّوِيَّةِ، سَلاْمُ الاِحْتِرَاْمِ، وَسَلاْمُ الاِعْتِبَاْرِ، وَسَلاْمُ الكِرَاْمِ؛ ونَنْبُذُ الصَّغَاْئِرَ وَالضَّغَاْئِنَ، وَجَوْلاْتِ العُنْفِ والدَّمَار...
* * *
(1) شُبْهُ اِسْتِعَاْرَةٍ مِنَ الشَّاعِرِ أُنْسِيِّ الحَاج.
(2) الصُّرَاحُ: الخالِصُ الصَّافي مِنْ كُلِّ مَا يُعِيْبُ وَيُكَدِّرُ.
(3) الصَّدُّ: هُنَا، بِمَعْنَى الضَّجِيْجُ.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire