٢٠/٢/٢٠٠٩
يَوْمُ الشُكْرِ للإِرسَاليَّات الكاثوليكِيَّة
١-تكثيفُ التَوَاصُلِ:
إنَّ الإرساليَّات الكاثوليكيَّة في أَوْرُوبَا عامَّةً، وفي فرنسا خاصَّةً، أَتَتْ منذ عدَّة قرون إلى جبل لبنان والى الشَّرْقِ من أَجْلِ تكثيفِ التَوَاصُلِ بين كاثوليك الشَّرق وبين العالم الأوروبي-الكاثوليكي.
٢-أمُّ المَوَارِنَة: فَرَنْسَا:
بَنَتْ هذه الإرساليَّات مداميكَ العِلْمِ والتَّعَاوُنِ، فَانْفَتَحَ الموارنةُ على الجزءِ المهمِّ من عالمِهِم الكَاثوليكي في أَوروبا، ثُمَّ تَوَاصَلُوا مع أُمِّ الموارنة: فَرَنْسَا حَيْث تمازجوا مَعَ تاريخها وَأَفكارِهَا ولُغَتِهَا وإِحْسَاسِهَا النَّفْسِيِّ، وهو أمر ليس بغريب، إِذْ أَنَّ التَّفَاعُل الماروني-الإِفْرَنْجِي يرتقي إلى حُضُور المناضل التَّارِيخِي غودفروا دو بويون(١). الذي وَصَلَ على رَأس فُرْقَةٍ من المُجَاهِدِين هَدَفُهَا تَحْرِيرُ الشَّرْقِ من الاحتلالِ السَّلْجُوقِي.
٣-مواجهةُ الاستعمار والعِلْمَاوِيِّين:
إنَّ عَمَلَ الإِرساليَّاتِ المَشْكُور أدَّى إِلى مَزيدٍ من الوَعِي وإِلى مَزِيدٍ من التَّضَامُن وَالمَنْبَر الحَضَارِي الأَوروبي، وبخاصَّةٍ مُنْذُ القرن السَّادِسِ عَشَر مِيلادي. وقد استَمَرَّت هذه الإرساليَّات الجَوْهَرِيَّةِ بمجهودها التَّضَامُنِي بالرَّغْمِ من المَنَاخِ غَيْرِ المُؤاتي طيلَةَ العَهْدَينِ الاستعمارِيَّين المَمْلُوكي والعُثماني. كما واجهت هذه المُؤَسَّسَات، ولمُدَّةٍ طويلةٍ السِّيَاسَاتِ العَقِيمَةِ للعِلْمَاوِيِّين الفَرَنْسِيِّين الذين حاربوها في الدَّاخل دون التَّنَبُّهِ إِلى أَنَّها تَحْمُل في حَرَكَتِهَا الخَيّرَة الحَالَة الحضاريَّةَ-النَّفسِيَّة للتُّراثِ المسيحيِّ التَّاريخيِّ.
٤-القِوَى المُنَاوِئَة:
وَقَدْ وَاجَهَتْ هذه المُؤَسَّسَاتِ الرُّوحِيَّةِ والاجتِماعيَّةِ بَعْضَ المَنَابِرَ المُتَأَثِّرَةِ بالحَرَكَةِ العِلْمَاوِيَّةِ الأَوروبيَّةِ، كَمَا واجَهَتْ بَعضَ القِوَى المُنَاوِئَة التّي حَاوَلَت إِضْعَافَ الصِّلاتِ النَّفسِيَّة بَينَ الجَمَاعَاتِ المَسِيحِيَّةِ وبين الحَالَةِ الأَوروبيَّة والفَرَنْسِيَّةِ الحَامِلَةَ التُّرَاثَ الفِكرِيَّ والثَّقَافيَّ ذو الطَّابِعِ المَسِيحِيِّ.
٥-يَوْمُ الشُّكرِ للإِرساليَّاتِ:
أمَّا الآن، وقد بَدَأَ يَتَضِحُ أَكثَرَ فأَكثَرَ المَجهُودُ التَّارِيخِيُّ للإِرسَاليَّاتِ، بِكُلِّ أَنوَاعِهَا، مِنْ أَجلِ رَبْطِ الحَالَةِ النَّفْسِيَّةِ التُّرَاثِيَّةِ بَيْنَ الجَمَاعَاتِ المَسِيحِيَّةِ في لبنانَ والشَّرْقِ وبين المُؤَكَّدِ الحَضَارِيِّ في أَورُوبَا وأَمِيرِكَا، على السُّلْطَاتِ العَامَّةِ أَنْ تُكَرِّسَ الاِمْتِنَانِ لهذا الجُهدِ الثقافيِّ-الحَضَاريِّ، وتُحَدِّدَ يَوْماً يكونُ عيداً رسميًّا حَيْثُ يُعْرَضُ في وَسَائِلَ الإِعلامِ الدَّورُ التَّاريخيُّ المُهِمُّ لهذه الإرساليَّاتِ في لبنانَ، وفي بلادِ المَشْرِقِ، ويُفَسَّرُ فُضْلُهُمِ العَمِيقِ في تَوعِيَةِ النَّاسِ، وفي رَبْطِ الجَمَاعَاتِ المَسيحِيَّةِ مَع المَركَزِ الحَضَاريِّ-الثقافيّ. كَمَا تُخَصَّصُ دُرُوسٌ يُشْرَحُ خِلاَلِهَا للتَّلامِذَةِ وللطُّلاَبِ الدَّورُ الحَيَوِيُّ والإِنسَانِيُّ لهذِهِ الإِرسَاليَّات، وفَضْلُهَا في التَّعلِيمِ، وفي الثَّقَافَةِ، وفي المَنْطِقِ العِلمِيِّ الصَّحِيحِ.
* * *
(١) Godefroi de Bouillon
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire