mardi, janvier 20, 2009

(الأَمَلُ الوَرَّادُ(1

20/01/2009


استنكر رئيس اللجنة المشرقيّة، السيد سامي فارس، تسمية المسؤولين في جمعيّة كاريتاس المكتب الذي يَهتَمُّ بأبناء شعبِنا المشرقي في بيت نهرين بـ"مكتب الأجانِب"(2). وقال: إنَّ المسيحي ليسَ أجنَبِيّاً للمسيحي لأنَّهُما ينتمِيان إلى أُمَّةٍ واحدَة هي الأُمَّة المسيحيَّة العالميَّة، وإنَّ ما يُصيب أيّ مسيحي في أيّ بُقعَة في العالم يُصيب أخيه المسيحي أينما كان. فالتَّضامُن واجِب بين أبناء الأُمَّة الواحِدَة، والتَّضافُر واجِب بين من ينتمون إلى الأُمَّة المسيحيَّة العريقَة. إنَّ المَقولَة القديمة المُتَهَافِتَة أنَّ لا شُعُوراً مشتركاً بينَ مسيحيَّي لبنان والمسيحيّين البعيدين كمسيحيّي أُوستراليا مثلاً، هذه المَقولة قد عَفا(3) عليها الزَّمَن، وضَرَبَها الوَهَن، وتَوَارَتْ في الكَهَن(4). ومن أعلنوا هذا الحُكْم أخطأوا في تحليلهم، وزاغوا في تَفكيرهم، وناموا في كواليس الواقِع، وسانوا(5) مِنْظَار الفَرَاغ. فعندما واجَهَ شعبُنا البطل في تيمور الشَّرقيَّة هيمنة الاحتلال الاستعماري لأندونيسيا لأكثر من عشرين عاماً، فإنَّ القوى التي عاونتهُ، وأوقَفَت عند حدِّها المليشيات التي سلَّحتَها أندونيسيا هي الحكومة الأُوستراليَّة البَطَلَة.

لذا، يجب على مؤسّسة كاريتاس أن تُبَدِّل تسمية "مكتب الأجانب" بتسمية مكتب التَّضامن المشرقيّ لأنَّ المسيحي في المشرق متضامنٌ مع المسيحي في المشرق، وما يَشعُر به أخوه المسيحي يشعر به هو نفسه. فإن كان فَرِحاً امتدَّ هذا الفرح إلى مُهْجَتِهِ(6)، وإن كان حَزيناً لفَّهُ الكدر، ونالته السويداء. وإن كان مُغتبطاً طاول السُّرور والبهجة أركان قَلبِهِ.

إنَّ على القوى والأحزاب والهيئات في لبنان وفي المشرق، وفي أيِّ مسلكٍ من العالم أن يَعُوا معنى التَّضامُن الفعلي، وأن يَجْهَدوا في سَبيلِه. فإنْ أصابت قُلامَةُ ظُفْرٍ أيّ مسيحي في الدُّنيا، يجب على الأُمَّة أن تَهُبّ كشخصٍ واحِدٍ للسعي إلى دِرءِ الأخطار عن المُتَأَلِّم، وإبعاد المآسي عن جَبينِه، وتخفيف سؤ الأيَّام عن وجنتيه، وتعزيز حضوره في بلاده، وفي منطقته. والمباشرة في حلِّ مشاكله، ومواجهة أخصامه، ورفع الظّلم عن نفسه، واحتضانه بالورد والزُّهور، والإعلاء من معنويّاته،وتشجيع مقامه، وتخفيف احتقانه، وترطيب أجوائه، وتحسين موجاتِه، وتليين تشنُّجاته، وتطوير آماله، وتبديد خوفِهِ، وإطفاء هَلَعِهِ، وتحويله من إنسان مُضْنِكٍ، ضائعٍ، حائرٍ، لا يلوي على شيء إلى شخصٍ مرتاح نفسيًّا، يرى المستقبل بعين باهجة، وقلب ساكن، وروحٍ خفَّاقة ورَّادة(7).

.......

(1) يُخْرِجُ الوَرْدَ مِنْ مَكْنُونَاتِهِ.

(2) جَرِيدَةُ النَّهَار، في 01/01/2009، ص. 12.

(3) عَفَا : مَحَا.

(4) في الكَهَنِ: في الغَيْبِ.

(5) سَانُوا: اسْتَأجَرُوا.

(6) إلى مُهْجَتِهِ: هُنَا، بِمَعْنَى إلى رُوحِهِ.

(7) وَرَّادَة: تُخْرِجُ الوَرْدَ مِنْ مَكْنُونَاتِهَا.

Aucun commentaire: